أنا
لم
أرَهْ
لكنهم وصفوه
حتى كِدتُ أبصرُ وجهه الحِنطيّ
في سُمر السنابل وهي ترسم
من تمايلها على همس النسيم
ملامح الجود البهيّة..
* * *
جدّي؟!
سميّي؟!
لَستُ ادري أيُّ رابِطةٍ
تشد عُرى فؤادي نحوه في كل حينٍ
ثم أرفع بالدعاء يَدَيَّ مُبتهل الفؤاد لِروحه البيضاء
تظهر نُصب عيني
في تسابيح السّحاب
وفي تغاريد الشعاب
وفي أناشيد المروج
وفي شذا الحبق الذي يهوى ( كظامتنا ) :
سجاياه الأبيّةْ..
* * *
وأرى بروحي في التِماع البرق .
ومض النجم .
ثغر الفجر.
ماء البئر إن سطعت به شمس الضحى العذراء :
بسمتَه النّقيّةْ..
* * *
أنا لم أره
لكن (لوزتنا) التي كانت
تُغنّي لِلنساء
وهن (يَعرُمنَ ) (النّشِيرة)
بـ(المراديد) العريقة لـ(الذّرَاة )
هناك في غرب (الجَرين)
تقول لي :
قد كان جدّك شامخاً
كالطّود يقطف من غصون الغيم
ماء الحُبّ لِلأحياء من شجرٍ
وما شيةٍ
ومن إنسٍ
وطير :
في الصّباح
وفي العشيّة..
* * *
و يداه تنهمران
في كل اتّجاهٍ
حِنطةً
عِنبًا
ورُمّانًا
وتينا...
وخُطاه حين وجدت بعض سِماتها في الصّخر قالت :
كان صنديداً تهزّ الأرض مشيته العصيّةْ ..
* * *
وجبينةُ
رُسمت عليه خرائط القِيَم الرفيعة والمهابة
والسموّ،
ووجهه ينداح منه البِشر
كالمزن السّخيّةْ..
* * *
أنا لم أره
لكن هنا (جِنبيّةٌ )
كانت تطوّقُ خصرهُ طووووول النهار
تقول لي :
أنا والبلاد وصِيّتاه،
فقلت:
ياااااانِعم الوَصِيّةْ...
* * *
حسن محمد حسن الزهراني
1 comment
1 ping
سعيد بن خضران
18/12/2019 at 2:53 م[3] Link to this comment
كأنني رأيته يا أبا محمد ، ولكن هل حفظت وصيته ( للبلاد ) ؟!