هل جامعاتنا المتخصصه ستتبنى ذلك وتنتج جديد مجدد مفيد مستقيم مبني على علم وهدى ونور لطريق الله المستقيم ؟
كان هذا التسائل في نهاية مقالي السابق.
والاجابة عليه. نعم، لكننا نتسائل ايضا ، فلماذا لم يتم ؟
وقبل ان اشرع في الاجابه وايضاح وجهة نظري اود ان انوه هنا بان رواسخ الدين الاسلامي واركانه الخمسه لا يمكن المساس بها او مناقشتها او التسائل حولها ، لئلا يظن البعض اننا نهدف لمحاربة الدين او تقويضه او مجرد التشكيك في الثوابت التي ينبري البعض هداهم الله للاستماته والدفاع عنها ويزعم انه الحارس الوفي الشخصي لدين الله ولا ياخذه في ذلك لومة لائم.
ان هذا الدين بلغنا به محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم، انه دين الله الذي شرعه لنا وهدانا اليه والله تكفل بحفظه وحفظ القران ، والمعصوم الذي لا ينطق عن الهوى ، قد مات ونقلت لنا السيره والاحاديث منها ماهو صحيح ومنها مختلف عليه ، وانت من تكون حتى تنبري للدفاع عنه ويخيل لك انك على راس مائة سنه بعثت لتجدده او تحميه ، لا انا ولا انت الحارس لدين الله فهو لله ومن اجله ونهدف ان نعبد الله على بصيره دون شرك او واسطه ، ومساعدة الاجيال الجديده في الاهتداء اليه.
أبي وأبوك من الأتقياء (نحسبهم كذلك )ويعبدون الله (على السليقه ) ونسأل الله ان يعفو عنا وعنهم ، لكن إبني وإبنك هل سيعبدون الله او يعرفوه حتى ؟.
في وسط هذا الكم الهائل من الانفتاح المعرفي والعلمي والسياسي والتكنولوجي والحضاري ؟.
افتح بصرك وبصيرتك ولا تنظر إلى ماكان عليه الأباء فقد ذهب وإلى ما أنت عليه فقد يكون بعضه صحيحا وصالحا في فترته وبعضه لم ولن يكن مقبولا لان التّلقين لن يقبلوه مثلك ، فهم لا ولن يتقبلوا ما تمليه عليهم لأنك الرقم (ألف) في تَشكّل المعرفه عندهم في الوقت الراهن ، وأنت رجعي متخلف ( قديم ) في نظرهم بدليل أَنّهم مرجعك في عالم التقنية.
هؤلاء الجدد يحتاجون لتعريفهم وتنويرهم وتحصينهم بالعقل والفكر والعلم ، فالتراث انت جزء منه ولم يعد ذو جدوى او تأثير بالنسبه لهم.
إبتداء بي أنا و بك أنت وبكافة طلبة العلم والفقهاء والأئمه وحتى تصل الى الصحابه والخلفاء الراشدين تراث قديم بالنسبة لهم ، نحن فقط من يجل الصحابه والتابعين واتباعهم ويحبهم ويقدر دورهم وجهودهم ونترحم عليهم.
اما الأجيال الجديده فهم لم يعترفوا بنا وبإطّلاعنا وبعلمنا وعلمائنا ولا بتوجهاتنا ولا يؤمنون حتى بتوجيهنا لهم .
فكيف تطالبهم بالاعتراف بمن هو اعلى منا درجه ؟ وترغب ان ياخذوا الأمور ( على عماها ) او تظن انهم الى هذه الدرجه من السذاجة مثلي ومثلك ( في نظرهم بالطبع ) ؟
فليرحمنا الله ونفتح بصيرتنا ونقدم لهم ما يعينهم ، ليس مالا ورعايه فقط ، وانما بفتح الافاق والعقول ومطالبة مراكز البحوث والجامعات المتخصصه وكليات ومعاهد اللغه العربيه في العالم العربي والاسلامي ، بسرعة التخطيط لعمل مامن شانه تغيير الخطاب الديني بما يتوافق مع العقول الجديده والبدء في البحوث التي تعيد الصياغه والتفسير للقران الكريم بشكل علمي خالص وبلغة عربيه معمقه متخصصه تدخل في مجال العلوم اللغويه الجديده وتطلع على فترة نزول القران والتعرف على سيمائياتها ( بُنَى المعاني والدلاله وتاثيرها )التاريخيه ، وتوحيد اللغه والخطابات الاسلاميه( الخطاب السني ، الشيعي، الصوفي ، التشريعي ، الاخلاقي ، الفلسفي، التاريخي ).
بالطبع هناك فتره طويله بعد الخلفاء الراشدين تركت لنا إرثا ثقيلا فيه من الازدهار والعلم والجهل والتخلف ، الكثير من السلبيات والايجابيات لكن بفعل سياسات وعوامل شتى نحن حصيلتها اليوم.
ان لم نقل البحوث والتفسير والاجتهاد توقفت تماما فهي خرجت وشذت ولم تنضج بل وخرجت ، فهي اما تكراريه لاجديد فيها او انها ذهبت بنا وبالدين الى مسارات مجهوله واهداف مشبوهه.
لذلك لابد من اعادة النظر في اسباب انعدام البحوث العلميه الصحيحه الجاده.
نذكر الاسباب في الجزء الاخير من الطريق الى الاصلاح.
يتبع ——-في الطريق الى الاصلاح 4——
2 comments
2 pings
محمد
18/08/2019 at 11:56 ص[3] Link to this comment
أحسنت… كلام واقعي وحقيقي..
في انتظار الجزء التالي
تواصل
29/08/2019 at 12:40 م[3] Link to this comment
أرى أنك عندما تقول معبراً عن من نعتهم بأنهم من يرون أنفسهم حراساً على الدين (هذا وفق كلامك) فتقول وانت من تكون حتى تنبري للدفاع عنه ويخيل لك انك على راس مائة سنه بعثت لتجدده (وتقصد الدين) او تحميه ، (ثم تقول) لا انا ولا انت الحارس لدين الله فهو لله…
(ولو تمعنت قليلاً لعلمت أن كتاباتك هذه تتناقض مع ما تعيبه على غيرك)
فلماذا يا أُخَيَّ هذا التناقض؟
تبيح لنفسك أن تتحدث عن الدين وفق رؤيتك وفلسفتك وما تظن أنه الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ثم تجتهد أن تحشر في تفكير من يقرأ لك الشك في أحاديث النبي إذا تحدثةبها من يرد على آراءك، وإن كان ما يحتج به من يرج عليك صحيح ولكن كونها لم تتفق مع منهجك حاولت إقناع من يقرأ لك بأن ذلك المبدي لاعتراضه على ما ذهبتةأنت إليه فيه خطأ، ونسيت أن من يسمون أنفسهم بالعقلانيين اعترضوا على الكثير مما ثبت صحته عن النبي صلى الله عليه وسلم سنداً ومتناً!؛ وتنكر على من يدافع عن الدين وفق منهج سليم محتجاً بكلام الله جل وعلا وبما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام، ثم تنعته بأنه يظن نفسه المصلح الذي على رأس كل مائة سنة؟
عجباً! وهل تظن أنت أنك ذلك المصلح؟!
بل هل ستستسلم لذلك المصلح (لو رأيناه وعرفناه) بفكرك؟!
وكيف ستعرفه؟
وهل ترى أن منطقك هذا منطق صواب عندما تستهجن كلام كل من يعترض على بعض أطروحاتك التي لا تستند فيها إلى آية أو حديث، وإنما مجرد آراء قد يجانبها الصواب!
فكيف بربك تبيح لنفسك أن تتحدث وتسقط من يدافع عن دين الله وفق ميزان شرعي، وتمنح نفسك الحديث عن الدين وفق آراء تتصادم في الغالب مع كلام الله وصحيح سنة نبيه صلى الله عليه وسلم؟؟؟!!!