كلما أراد المهتم بالشأن السعودي النظر في سياسة المملكة العربية السعودية تبين له أن المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله- جعل لها مكانة عظيمة عند العالم ، حيث وحدها بعد الفرقة والنزاع.
ادرك الملك المصلح عبد العزيز - رحمه الله- أن المملكة شرفها خدمتها للحرمين الشريفين ، فقام بحرص شديد على أن تكون الحكم بكتاب الله وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم ، فتحققت العدالة ، وصار المواطن والمقيم والزائر يشعر بمملكة تقاربت قيادتها معهم تحت رابطة الصدق والوفاء .
فلم تنغلق المملكة في عقر دارها ، ولكنها رسمت سياسة ذات استراتيجية بعيدة المدى أمام العالم ، وأثبتت نفسها بمواقفها العادلة الحكيمة أمام القرارات الدولية ، وسعت بأن تكون من صناع القرار اليوم لثقل وزنها السياسي ، وصار أمرها واضحاوضوح الشمس في وسط النهار لاينكر ذلك إلامعاند فاقد البصيرة ونقاء الضمير.
ومن حسن سياستها منذ قيامها بقادتها إلى اليوم المحافظة على العهود والمواثيق الدولية ، ومنها حسن الجوار ، وعدم الإعتداء على الآخر .
فمن هنا نجد أن دعمها ومساندتها لكل قضية عادلة إكتسبت قوة ومنزلةإقليمية وإسلامية ودولية ،وأعظمها القضية الفلسطينية التي اتخذتها في خطابها أمام المجتمع الدولي من أن الشعب الفلسطيني له الحق المشروع في تقرير مصيره وإعلان دولته المستقلة على تراب وطنه والقدس الشرقية عاصمة له، بهذا الموقف العظيم جعلت المملكة العربية السعودية جزءامن ميزانيتها للشعب الفلسطيني مؤمنة إيماناً كاملا من أن فلسطين إسلامية عربية .
ومع هذه الجهود التي تبذلها السعودية لدعم القرارات الدولية ومراعاة حسن الجوار لم تسلم من اعتداء ات المعتدين ، وحملات التشويه والتجريح لدى الحاقدين الحاسدين ، الذين لايعترفون بالجميل ، (ويقطعون ماأمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون) .
ومن بينهم إيران التي جعلت نفسها بعد قيامها بما تسمى بالثورة الإيرانية خصمها الأول المملكة العربية السعودية بالإعتداء على أراضيها من خلال التفجيرات وتحويل شعيرة الحج إلى شعارات زائفة، ودعايات باطلة، وذلك لخدمة ثورتها التي تريد إعادة المسلمين إلى المجوسية بعد ما أزالها الإسلام .
ومما زارد الأمر توترا للعلاقات بينهما قيام إيران بإحراق قنصلية السعودية في مشهد وسفارتها في طهران ٢٠١٦م بعد مقتل المنشق السعودي نمر النمر ، كانت الحادثتان المؤلمتان سببا لقيام كثير من الدول المساندة للملكة قطع علاقاتها مع إيران جراء صنيعها العدواني على أعظم دولة لها مكانتها أمام العالم .
فمما يؤكد لنا خطورة إيران في عدوانها على المنطقة وزرع الطائفية فيها أنها لن تجد لدعوتها آذانا صاغيةسوى قطر التي اتخذتها معبرا لترويج بضاعة التطرف والإرهاب في المنطقة بالحشد الشعبي في العراق ومليشياتها المتمثلة في سورياو بحزب اللات في لبنان والحوثين في اليمن .
واليوم نسمع تصريحات جديدة من وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف من أن إيران مستعدة لبدءمحادثات مع السعودية في تحسين علاقة البلدين .
هذا الكلام كنا ننتظره من قبل لأن إيران أصبحت منبوذة إقليمية ودولية وإسلامية لتدخلها في شؤون الغير ، وتصريحاتها العلنية ضد السعودية ، ودعم الحوثين بالأسلحة لتتدمير اليمن ، وضرب المدن السعودية بالصواريخ ، كل ذلك مما أدى إلى عزل إيران .
فما دامت المملكة العربية السعودية بقيادتها الحكيمة الرشيدة ، التي اتخذت منهج الحكمة في سياستها ، وموقف الحزم في رد العدوان ، وقوة الفكرة وسدادالرأي في دعم الوسطية والإعتدال ونبذ التطرف والإرهاب في ديننا الحنيف نجحت نجاحا ملموسا رغم كيد المتآمرين وحسد الحاسدين .
المواقف إذاكانت ثابتة لاتزعزعهاعواصف الرياح ، و الجهود إذاكانت مع الصادقين المخلصين تحققت الآمال ، وهذا مانجده اليوم أمام المملكة العربية السعودية بعدصراع فكري عسكري اليوم تمد إيران يدها أمامها لطلب الحوار بعد دمار للمنطقة .
فالسعودية ثابتة بمواقفها أمام المعتدي وفي الوقت نفسه منفتحة أمام أهل السلام .
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا