أؤمن في قرارة نفسي أن الكاتب أو القاص أو الروائي ، لا يختلف عن سائر خلق الله سوى في أمرً واحد، الأخرين يتكلمون بلسانهم أما هو فيتحدث بيراعه، كلامهم أحرف تتطاير في الهواء بينما كلامه هو عبارة عن جمل تُدون في الكُراسة والقرطاس. قد يختلف تماماً واقع الروائي عن كتاباته، فأيقونة الغموض وروايات الجريمة اجاثا كريستي، التي اخترعت المحقق الفذ العبقري هير كيول باروت، لم تكن في الحقيقة بذلك الدهاء والذكاء! فهي لم تنتبه أن زوجها قد عشق امرأة أخرى وارتبط بها علاقة طويلة، وحين اكتشفت هذا اختفت عن العالم لمدة عشرة أيام بسبب الصدمة !
ستيفن كينج، ايقونة روايات الرعب العالمي، قال في إحدى المقابلات: انه شخص جبان جداً وأن كل شيء يخيفه تقريباً، وكلما اخافه أمر ، كتب عنه رواية . لذا كتب "mercy " و “it”و “cell” .
في الوقت نفسه أؤمن تماماً أن الشاعر في العالم العربي، أوفر حظاً من زملائه في الأدب العربي، سواءً مادياً أو إعلامياً. فهل سمعتم بروائي المليون أو أمير الروائيين أو أن احد وجهاء القوم قد "نخى" قاصاً أو منح كاتباً "شرهة" أو "هدية". وهذا ديدن العرب منذ الجاهلة ، مروراً بفترة الخلافة الإسلامية حتى يومنا هذا، معظم العطايا تغدق على الشعراء.
لذا حين يخطئ احد الأصحاب بوصفي "شاعراً" حين يقدمني للأخرين، أصاب بغصة. فلا صاحبي عرفني ولا صاحبه ولسان حالي يقوم "ما أنا بشاعر"
الروائي يَعيش حياته الخاصة في خياله الخصب وإذا كان محظوظاً و ذا موهبة فلسوف يعيش قراءه المِثل ويعشق جمهوره أبطاله . بينما الشاعر يُعيشُ الأخرين وخاصة "صاحب العطايا" أجواءهم الخاصة وهنا ينتشي الرجل ويرمي بكل ما في جيوبه في كيس الشاعر ، واللهم لا حسد