لاحظنا مؤخرا التعليقات الغير مقبولة التي اعقبت اعلان هيئة الترفيه برامج مسابقاتها وفعالياتها .. ورأينا البعض ممن اعترض على هذه البرامج سواء السابقة منها أو المحدّثة مع رئيسها الجديد تركي آل الشيخ ، قد تفننوا في النقد للأسف الشديد ليس فقط حد الإساءة والتجريح والإتهام والتأليف عليهم بل وإخراجهم من الملة وإدخالهم جهنم وبئس المصير والعياذبالله ولمن يؤيدهم ولا حول ولا قوة إلا بالله .. وقد يسقط البعض وهم كُثر في الإساءة والإتهام والشتم للجهة أو أشخاص مسؤوليها مما قد يُعّرضه للمسائلة القانونية نتيجة كلمات شكّلت سطور سجنه وتغريمه ، لذلك يفترض ألا يكون الإنكار بهذا الأسلوب المسيء والعلني .
وليعلم القارئ الكريم أنني لست هنا بصدد جواز أو تحريم ما تقدمه هيئة الترفيه .. بل لا أتفق مع جزء مما تقدمه هيئة الترفيه ومنها حفلات غنائية صاخبة في الأماكن العامة وبالذات ما كانت منها مكشوفة ومجاورة لسكان الحي .. وكذلك ما فرض تقديم الأغاني بالمطاعم والمقاهي والتي انفلت فيها كل من هب ودب يصيح حد الإزعاج .. ولست مع كل ما يخالف كتاب الله وسنة نبيه صَل الله عليه وسلم وما يمس قيمنا ومبادئنا الاسلامية التي تربينا عليها وتربوا عليها آباؤنا وأجدادنا من قبل .
ولكن مادعاني للكتابة هو النصح التوجية من حيث اتباع المسلك النظامي للإنكار .. فالدولة عزها الله ممثلة بهيئة الترفيه لم ولن تفرض على أحد الحضور أو المشاركة بفعالياتها .. وللمواطن والمقيم حرية إرتياد المطاعم أو المقاهي أو المسارح أو السينما أو الملاعب أو حتى الفعاليات الميدانية المتنوعة .
فتفعيل القرار متروك للمجتمع وكلا محاسب بعمله .. ولنا مثال في قرار قيادة المرأة للسيارة وماصاحبه من تأييد له وإعتراض عليه وصعقنا أنهم أوصلوا المؤيدين لقيادتها حد الدياثة والعياذبالله .. بل وربطوه بالعار متجاهلين هذا العار حين كانت ترافق نساءهم السائق دون محرم ..
وهانحن اليوم قد مضينا أكثر ثمانِ شهور على بدء قيادة المرأة .. ونسأل
أين هي مخاوف أولئك المتشائمين للقرار سواء تحرش أو انفلات نسائي أو غير ذلك ؟ ..
بل أننا شاهدنا تراجع عدد من الدعاة ورجال الدين والفتوى لموقفهم بخصوص قيادة المرأة للسيارة وأبرزهم الشيخين سعيد بن مسفر وعائض القرني .
واليوم كشعب قد تعايشنا مع قرار قيادة المرأة بما تمليه علينا مبادئنا وأخلاقنا ونخوتنا ومصالحنا الأسرية ، فظلت غالبية نساء المجتمع على حالهن من الراحة بوجود من يتولى عنها عناء القيادة .. وبالكاد نجد قائدة مركبة في شوارعنا قد اضطرتها ظروفها لتولي القيادة رغم صعوبتها وما يتبعها من مخالفات وصيانة أو حوادث لا سمح الله وندعي لها بالعون .. وطبعا هذا النسبة الضعيفة جدا جدا في إقبال المرأة على القيادة قد صعقت أعداء الوطن وممن تغنوا بضرورة منحها حقوقها كقيادتها للسيارة وربطها بحريتها ..
يجب ولابد أن نقابل بحكمتنا وهدوءنا المستجدات الراهنة للدولة وفق رؤيتها ٢٠٣٠م بل ونعينها قدر الإمكان ولو بإسداء النصح لها .
ومن ينكر شي من هذه المستجدات سواء بالترفيه أو غيرها .. فعليه أن يراسل قياداتها ومسؤوليها عبر القنوات الرسمية المتاحة لهم ويوضح فيها نقاط نقده واعتراضه بأدب المسلم وجراءة الشجاع وإنصاف المحب وحرص الأمين على بلده .. بعيدا عن الانسياق وراء تعليقات *ذباب وسائل التواصل* الذين يعبثون باسماء وهمية وأخرى لشخصيات شهيرة لاستغلال الغيرة والعاطفة الدينية للشعب السعودي العظيم..
فعندما نراسل مليكنا حفظه الله وولي عهده الأمين ومن دونهم من المسؤولين نكون قد أبرأنا ذمتنا أمام الله مما نراه مخالف لكتاب الله وسنة نبيه صَل الله عليه وسلم ..
ولنكن حذرين كل الحذر من الانتقاد والاعتراض عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها أو نقلها للغير أوالتعليق تعزيزياً لأي نقدسلبي حفاظا على وحدتنا وإلتفافنا حول قيادتنا ..
*ونتذكر دائما وأبداً أن أبواب الدولة مفتوحة للجميع رسميًا سواء كان حضورًا أواتصالًا أومراسلة حتى لا يكون للمسيء عذر عن السقوط في الزلة قانونيا* .
دعونا نكون عونًا وسندًا لقيادتنا الرشيدة .. ولو بالدعاء في ظهر الغيب لهم فذلك أقل وأضعف ما يجب علينا .. فنحن قد بايعناهم على السمع والطاعة ولن نخذلهم بمشيئة الله .
اللهم سخر لولاة أمرنا من يدلهم على الخير ويصلح لهم البطانة وأن يعيذهم من بطانة السوء، وأن ينصر بهم الحق ياكريم .
للمستشار الإجتماعي الدكتور : خالد عبدالقادر الحارثي
2 comments
2 pings
العباسي
27/01/2019 at 8:28 م[3] Link to this comment
دكتور خالد عبد القادر الحارثي أصبت كبد الحقيقة وقلت كلمة الحق بارك الله فيك من ابناء الوطن العقلاء وجعلك قدوة لكل مواطن صالح
د. أشرف سالم
28/01/2019 at 5:25 ص[3] Link to this comment
شكرا د. خالد
رؤية حكيمة معتدلة ومتعقلة
دافعها الوطنية المخلصة، التي تحرص على عدم وقوع تراشقات وتجاذبات بين أبناء الوطن.
وأن يكون خلافنا في إطار من الاحترام المتبادل، والنقد الهادف البناء.