قُمْ للمعلّمِ وَفِّهِ التبجيلا
كادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولاً
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي
يبني وينشئُ أنفساً وعقولاً
هذين البيتين ، أصبحا مقولة شهيرة نرددّها دائماً تقديراً منّا للمُعلمين الذين يفنون حياتهم وأنفسهم في تربية وتعليم جيل صاعد، آملين بأن ينشأ هذا الجيل على قدر من المسؤوليه.
فاحترام المعلم وتقديره واتباع نصائحه، هو حقّ من حقوقه لا يُقدره إلّا أصحاب العقول الواعية الراقية.
هذا المعلم الذي كان يُعتبر مُقدساً بالماضي، فهو المؤدّب، والمعلّم، والعالم، والمرشد الذي يُفني عمره وهو يُنشئ جيلاً مُغذىً بالعلم والمعرفة والقيم، .
يتوجّب على الطالب أن يتعلّم الاحترام منذ الصغر من خلال أهله؛ وإلاّ ستتخلخل وتهتزّ صورة المعلم في نظر طالبه، فينشأ ويتربّى على عدم تقدير الأشخاص بشكل عام، وهذا يؤثر عليه فيما بعد في كيفيّة تواصله وتحاوره مع الناس.
ولكن للأسف أصبح المعلم في وقتنا هذا وللأسف يعيش فترة عصيبة لا يستطيع توجيه مقصر أو تعديل سلوك خاطئ.
عندما يكون النظام ينهاه عن ضرب التأديب ومن يخطئ في ذلك يبتز ويهان من الطالب وأهله ويعاقب من إدارة التعليم.
أين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي علمنا الأدب واحترام الكبير وتقديره بصرف النظر عن كونه معلم .. فكيف إذا كان حامل لرسالة جليلة .
اذا كانت الأنظمة تقف ضد التربية فكيف تكون وزارة التربية والتعليم ؟ أين هي التربية من ذلك ؟!
نحن ضد التعسف والضرب المؤذي ولسنا مع العنف ولكن لا نريد أن ينشأ جيل لا يعي كيف يتعامل مع من هم أكبر منهم سنا، لا يحترم الرجال ولا يوقر الكبار .
عندما يبتز المعلم في مدرسته ويقلل من شأنه بسبب غلطة بسيطة على طالب ويكون الخوف من النقل التأديبي لمدرسة بعيدة أو تحويل وظيفته لإداري وتسحب بعض امتيازاته ويتهم بعمل أكبر شناعة من ما حدث ليُبتز ماديا ومعنويا من قبل ضعاف النفوس من الأهل الذين أساؤو لابنهم قبل أن يُسيؤوا لوزارة كاملة.
عندما يدفع الغالي والنفيس ليسكت أب أو أم حاقدين ويقلل من قيمته أمام طالب قد أخطأ في حقه سابقا ويتنازل عن كبريائه ومكانته ويقف ذليلا أمامه لكي يتكرمون عليه الأهل بالتنازل عن قضية أغلبها ملفقة ويخْنق صرخة مدوية داخل صدره ويدفع المال الوفير في سبيل ذلك ، وفي النهاية يُأخذ ماله ويشتم ويقذف بأشنع العبارات ويُرفض التنازل بعد أن جرد من كل شيء وأولها كرامته التي أُريقت أمام كبار القوم ، هنا لابد أن ننتفض لذلك المعلم الكسير.
ونطالب بالتدخل السريع ضد من يقلل من شأن المعلمين ويهين التعليم ، لكي لا يُراق ما بقي من كرامة للمعلمين ولا يساء استخدام النظام ضد من لهم مكانتهم بالمجتمع ولا تداس حقوقهم بالأقدام .