جزرالقمر من الدول الإفريقية الواقعة في شرق إفريقيا ، وتتكون جزرالقمر من أربع جزرتمتد في محور من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي في الطرف الشمالي لمضيق موزنبيق ، الذي يفصل بين جزيرة مدغشقر وشرق إفريقيا .
فهي : ١ جزيرة القمر الكبرى ٢ جزيرة أنجوان ٣ جزيرة مايوت ٤ جزيرة موهيلي .
فجزرالقمر نال استقلالها ٦ من يوليو ١٩٧٥م ، بينما بقيت جزيرة مايوت تحت الإستعمار الفرنسي ، وجزرالقمر تطلب في المحافل الدولية عودتها الى بيت الأم وهي جزرالقمر .
لقد عاشت الجزر تحت الإستعمار الفرنسي منذ عام ١٩١٤-١٩٧٥م كغيرها من الدول الإفريقية ، وإنما الهوية الإسلامية العربية لم يستطيع الإستعمار محوها ، فهي حافظت على الثقافة العربية الإسلامية من خلال جارتها زنجبار والتي كانت منارة للعلم في شرق إفريقيا، إضافة إلى جهود الحضارمة بقبائلهم التي سكنت فيها من آل أبي بكر بن سالم وآل جمل الليل وآل سميط وغيرهم كثيرون.
ومما يؤكد لنا عروبة جزرالقمرأن قائد الإستقلال الرئيس أحمد عبد الله عبد الرحمن من آل الشيخ أبي بكر بن سالم ، والذين قدموا من عينات باليمن إلى الجزر منذ قرون طويلة .
وإنما لم يمض شهر من الإستقلال إلاأن الشعب القمري فوجئ بانقلاب عسكري قام به على صالح مدعوما من فرنسا ، وهو كان من السياسيين الذين لم يصوتوا للإستقلال ، فاستطاعت فرنسا التخطيط له بالإنقلاب في ٣ من أغسطس ١٩٧٥م.
وبعد الإنقلاب الذي أطاح بالرئيس أحمد عبدالله تم تعيين مجلس للإنقلاب علي صالح نفسه المكلف بالدفاع ، وبعدذلك تم اختياره رئيسا للبلاد.
وسرعان ما وقع الخلاف بينه وبين فرنسا فبسطت فرنسا سيطرتها على جزيرة مايوت ، فما استطاع علي إعادة مايوت .
إن علي صالح كان يلبس ثوب الوطنية وحب الشعب لخدمته ، فاختار كوادر علمية أمثال الدكتور عمر عبدالله آل الشيخ أبي بكر بن سالم سفيرا متجولا لدى الدول العربية والإسلامية ، وكذلك سالم بن الحاج حميد وزيرا للداخلية والإعلام وغيرهما من الكوادر .
فمن حسن الحظ أنه تم الإعتراف باستقلال جزرالقمر في السادس من يونيو ١٩٧٥م ، فماكان من علي صالح إلا وأن تنال حكومته ثقة المجتمع الدولي بغض النظر عن شخصيته ، وإنما بجزرالقمر التي هي جزء من الدول التي لها مكانة متميزة لوقوعها في المحيط الهندي بعيدة عن فرنسا ، كانت سببا لتعاطف المجتمع الدولي معها .
ففي ١٢ من نوفمبر ١٩٧٥م وصل الى مقر الأمم المتحدة وفدا حكوميا رفيع المستوى من جزرالقمر يضم الرئيس السيد محمد جعفر والسفير الدكتور عمر عبد الله ووزير الداخلية سالم بن الحاج حميد للمشاركة في جلسة الأمم المتحدة لإلقاء كلمة جزرالقمر فيها .
وقام الرئيس السيد محمد جعفر بإلقاء كلمة جزرالقمر فقبلت عضويتها في منظمة الأمم المتحدة دولة حرة مكونة من أربع جزر وهي القمر الكبرى وأنجوان وموهيلي ومايوت ، وعاصمتها موروني .
وممايلفت الإنتباه هو أن كلمة مندوب جزرالقمر وهو السفير الدكتور عمر عبدالله آل الشيخ أبي بكر بن سالم وهو خريج من جامعة أكسفورد ألقاها بالإنكليزية مع أن اللغة المستعملة الرسمية لجزرالقمر الفرنسية ، كل ذلك مما أدى إلى تقوية أواصر المحبة والمودة من المجتمع الدولي لجزرالقمر .
ومن الجدير بالذكر أن جزرالقمر عضو في منظمات دولية كثيرة منها جامعة الدول العربية ، الإتحاد الإفريقي ، منظمة التعاون الإسلامي ، وغيرها.
ففي مثل هذا اليوم ١٢ من نوفمبر في كل عام يحتفل الشعب القمري بقبول عضويتها في الأمم المتحدة وذلك بمساندة أشقائها في الدين والدم وعلى رأسها المملكة العربية السعودية .
إمام وخطيب المركز الثقافي الاسلامي بدرانسي شمال باريس
في فرنسا