لا يوجد حي من أحياء مدينة جدة إلا ويعاني من مشكلة تكدس السيارات في الشوارع بصفة عامة ، ولكن هناك ظاهرتين شاذتين من ضمن عموم هذه المشكلة المؤرقة التي أصبحت مرضاً عضالاً لا دواء له وهذه المشكلة نعاني منها جميعا و بصفة خاصة من منزله بجوار المسجد أو المتاجر أو المدارس لدرجة أن العقارات التي بجوار المساجد أصبح الناس يفرون منها و سعرها أقل لهذا السلوك الغير حضاري من بعض الناس هداهم الله ظاهرة سلبية جداً يعاني منها أغلب السكان المجاورين للمساجد ، وخاصة في صلاة الجمعة والتراويح في شهر رمضان المبارك وكم كان (قديماً ) أحدنا يتمنى ويفرح لأنه يسكن بجوار المسجد ، ولكن أصبح الكثير اليوم ممن يعانون من هذه المشكلة أصبح يفكر بتغيير محل سكنه وخاصة إن كان مستأجراً ...
رأيت بأم عيني مسجداً في شارع فرعي ومن الطبيعي نجد سيارات واقفة على يمين الشارع وعن شماله أيضاً في شارع عرضه أربعة أمتار أو خمسة بالكثير فلم يبقى من الشارع إلا لمرور سيارة واحدة وبصعوبة بالغة ورغم هذا يقوم (مؤذن ) ذلك المسجد الصغير في الحي بتحريك سيارته القديمة ليضعها بعرض الشارع من الساعة الثامنة صباحاً ليقطع الشارع بالكلية ويمنع المرور فيه من طرف الشارع ثم يقوم بعض الساكنين (تطوعاً) بقفل الشارع من الجهة الأخرى بسياراتهم ...
هذه الصورة تتكرر كلَّ صلاة جمعة ويُسد الشارع تماماً بطوله وعرضه ...
فكيف يخرج أصحاب المنازل بسيارتهم ...
إذا اضطر أحد المصلين إلى الخروج بسيارته لأمر ما ..
أو إذا حدث عارض طارئ مثل إسعاف لرجل أو إمراة طاعنة بالسن أو حدث لأحد ما أزمة قلبية وسيارته في ذلك الشارع مقفول عليها أو حتى حريق لا قدر الله أو حادث أمني لا سمح الله ...
وتتحول إذاً إلى مصيبة ومشكلة ترقى إلى حدّ الجريمة بحق المجتمع والمواطنين ..
وأما ما يتكرر على مدار الساعة وهو وقوف السيارات بمجرد سماع الأذان أمام مداخل العمارات والمنازل وأبواب المدارس فهي ظاهرة تتكرر في صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء
ألا يعلم المبكر للصلاة عند وقوفه بانتظام في الشوارع الجانبية وليس أمام الأبواب والمداخل
أنه يحصد الكثير من الحسنات بخطواته ذهاباً وإياباً وبذلك يكون قد امتنع عن أذى الآخرين ولم يضايقهم ..
في اليابان حيث معظمهم غير مسلمين،
يوقف الموظفون المبكرون سياراتهم في المواقف الأبعد ...
وترك المواقف الأقرب للمتأخرين والمراجعين ...
( ينشَّؤون على الأدب والنظام والاحترام والقدوة
أما نحن، فلا حول ولا قوة إلا بالله ... )
والظاهرة الثانية : هي وجود سيارات واقفة على جنبي الشارع وخاصة الشوارع الفرعية بالأحياء وقد قمت بعدّ السيارات التي يغطيها التراب والقاذورات بأحد الشوارع في حي البوادي مثلاً (هذا الشارع لا يزيد طوله عن سبعمائة متر ) عدد السيارات المعطلة (17) سيارة وفي اتجاه واحد فقط وهو شارع باتجاهين ويفصل بينهما رصيف وأشجار ولكن الشارع من أوله إلى آخره أصبح موقفاً للسيارات المعطلة والقديمة حتى تشوه الشارع تماماً إضافة إلى خلق أزمة مواقف وتضييق الشارع على المارة ... وكلفت السائق الخاص أن يقف على إحدى هذه السيارات عندما لاحظت عليها ( استيكر) غارقاً بالتراب وكأنها قطعة أثرية فقام السائق بمسح التراب عن الاستيكر لكي أقرأ ماكتب عليه فوجدت أنه إنذار برفع السيارة بالونش خلال ثلاثة أشهر من قبل الأمانة وعندما قرأت التاريخ وجدته منذ أكثر من سنتين ....
ولا ألوم صاحب السيارة في هذه الحالة لأنه أهمل وترك سيارته بل ألوم الأمانة لأنها لم تتصرف بحزم وترفع أكوام الحديد المنتشر في شوارع جدة (عروس البحر) وعندما يقرأ صاحب السيارة الاستيكر ويعلم بأنه ( تهويش فقط) لا يحرك ساكناً ولم يجد من يحاسبه أو يغرمه غرامات تجعله يسرع إلى رفع (خردته) من الشارع قبل أن تحلّ عليه الغرامات والمثل يقول: ( من أمن العقوبة أساء الأدب ) ....
لقد لاحظنا جميعاً تأدب السائقين الآن من الالتزام بالسرعة وقطع الإشارات في الشوارع الرئيسية وذلك نتيجة خوفهم من السجن ودفع الغرامات المالية فلماذا لا تنسق الأمانة مع إدارة المرور والقيام بحملة كبيرة على مستوى المدينة لتنظيفها من مظاهر التخلف والفوضى والتشويه وحرصاً على الشكل العام لشوارعنا وكذلك لتخفيف الازدحام وتكدس السيارات التي أصبحت هاجساً يؤرق الجميع ..
إنني أقترح فرض غرامات باهضة على هؤلاء لأن هناك شريحة من المجتمع من يوزعون بالسلطان ولا يوزعون بالقرآن ......
1 comment
1 ping
علي
26/10/2018 at 6:12 م[3] Link to this comment
مقال مهم وكلامك صحيح