لما غنى الفنان راغب علامة أغنيته المشهورة تلك لاتلعب بالنار تحرق اصابيعك، كانت رسالة فنية قوية جداً للمجتمع بأسره، لأن الفنون الجميلة كلها، ومنها الغناء هي جزء من تكوينات المجتمعات في تصحيح المفاهيم وتقويم السلوك، حيث يقول فيها :
لا تلعب بالنار بتحرق أصابيعك
واللي بيشتريك بيرجع ببيعك
ياحبيبي اللي بلا قلب كتار
دير بالك من شي مهوار
لا تخلي الهوى الغدار
يقطف زهرة ربيعك
ومن خلال الرسالة الفنية التي أبدع الفنان في طرحها في هذه الأغنية ، التي تناقلتها أجيال الشباب في البلدان العربية ، نستطيع إسقاطها هنا على موضوعنا اليوم حول اطلاق الاعيرة النارية في المناسبات ووجهة نظرنا هنا ، التي نأمل تصل لأبنائنا الشباب ، وعسى أن تلامس عقولهم وتقاسيم الجمال في أرواحهم.
ويحق لشبابنا ، ولمكونات مجتمعنا أن تعبر عن افراحها واعراسها وليالي السرور والأنس التي تضمِّخ قلوبهم وعائلاتهم ، لكن تعبيرهم عن فرحهم أوسعادتهم وسرورهم يجب أن لا يسبب أي أذى أو مشاكل او قلق للآخرين من أبناء المجتمع، وأعظم من ذلك يجب عليهم أن لا يجعلوا أرواح الناس على المحك ، فالتعبير عن الفرح حق مشروع يكفله النظام والدين والأعراف، لكن ان تضع حياة الآخرين وأرواحهم على المحك فهذا لا يقبله عقل أو عرف او نظام أو دين ، واطلاق الاعيرة النارية في مناسبات الافراح والاعراس ،قد تعرض الآخرين لمخاطر لا تحمد عقباها، ومثل ذلك استخدام كل الالعاب النارية في المهرجانات والأعياد وغيرها .
وهنا موقف شاهدته بعيني وعايشت تفاصيله بنفسي ، ومازلت اذكره جيدا، كنا قبل عدة سنوات في أحد الأفراح ، وكنا جالسين في الهواء الطلق اي في حوش ذلك المنزل الكبير، الذي كان ممتلئا بالضيوف والمحبين الذين قدموا من كل مكان لمشاركة العريس فرحته وسروره ، المهم أنه كان بالقرب منا شاب صغير أظنه لا يتجاوز الثامنة عشر ربيعًا ، وكان بين يديه رشاش يطلق منه أعيرة نارية، للتعبير عن فرحته ومشاركته العريس في تلك الليلة، وفجأة ، وأثناء إطلاقه النار اتمتيكيا ، إهتزت البندقية بين يديه ، ونزلت قليلًا مصوبة تلك الرصاصات للضيوف الجالسين بالقرب منه، وخرجت من فوهة البندقية رصاصتين أو ثلاثة ، قبل أن يمسك الرشاش أحد الواقفين بجوار ذلك الشاب، مرت الرصاصات بين الجالسين على تلك الكراسي الخشبية والحديدية ، في فناء ذلك المنزل ولولا ستر الله ، لتسببت في قتل أحد الضيوف او اصابته اصابات بليغة ، قام مجموعة من الجالسين فتجاذبوا الشاب بصفعات على وجهه ، قبل ان يفك الاشتباك بعض الحضور، وشاهدت ذلك الشاب يجر أذياله خارجا ووجهه احمر كالطماطم من أثر الكفوف ، وكانت ستحدث مأساة ، لولا لطف الله.
وقد اتخذت الدولة قرارا بمعاقبة مطلقي النار في مناسبات الأفراح، وهذا قرار صائب يجب تنفيذه بكل قوة وحزم ، فكم من مناسبة زواج انقلبت في لحظة الى مشاهد مؤلمة، ألقت بظلالها الحزين على المجتمع سنوات عديدة بسبب رصاصتين أطلقت في مناسبة زواج.
ومثلما قال حسن الأسمر في أغنيته الشهيرة
الفرح فى سطرين
والباقى كله عذاب .
فلنحتفل بمسؤلية لا بفوضى
اسأل الله لكم دوام الافراح السلامة.
- 01/05/2024 كرسي أرامكو للسلامة المرورية يطلق دورة تدقيق سلامة الطرق بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل
- 30/04/2024 الوزير الفضلي يشهد توقيع (10) اتفاقيات لتطوير استخدامات المياه المجدّدة ودعم الحلول التقنية والابتكار واستدامة الإنتاج الزراعي بالمملكة
- 28/04/2024 وزارة الرياضة تشارك في واحة الإعلام بالتزامن مع استضافة المملكة لأعمال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي
- 24/04/2024 توقعات ان يصل سوق الولاء في المملكة الى أكثر من 1.6 مليار دولار خلال اربع سنوات
- 24/04/2024 140.7 مليون دولار أمريكي إجمالي التكاليف الاستثمارية لشركات الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي في المملكة المغربية
- 23/04/2024 نادي محايل الرياضي وبلدية المحافظة يوقعان عقد شراكة
- 23/04/2024 بتنافس أكثر من 270 مشاركًا.. وزارة النقل والخدمات اللوجستية تقيم الحفل الختامي لجائزة الإبداع في نسختها الثانية.. والجاسر يكرم الفائزين
- 21/04/2024 ” الإحصاء” تطلق المسح الزراعي الشامل
- 21/04/2024 مسعود رد الجميل … عرفانًا بحقوق كبار السن بتوجيهات الرئيس وتخصيص مبلغ 100 مليون جنيه من صندوق “تحيا مصر” لدعم صندوق كبار السن
- 21/04/2024 “العسومي” يستنكر مواقف العار المخزية للحكومات الغربية تجاه جرائم الاحتلال في فلسطين ويطالب بإصلاح مواثيق عمل المنظمات الدولية*
الكاتب : أحمد ابوالخير معافا
لا تلعب بالنار بتحرق أصابيعك
Permanent link to this article: https://aan-news.com/articles/289859.html/