على الرغم من تصاعد مستوى التهديد بالحرب في اوكرانيا بين روسيا والغرب او بين الصين وامريكا حول تايوان أو حتى بين إسرائيل وايران ولكل من هذه القضايا اسبابها إلا ان العامل المشترك ان الجميع لا يرغب في الحروب لكلفتها الباهضة على الجميع، والتركيز سوف ينصب على المنافسة الاقتصادية و التجارية ونوع اخر من صراع الحرب الباردة. فقيصر روسيا بوتين على الرغم من تحشيده لمئات الالاف من الجنود والمعدات الحربية على حدود اوكرانيا إلا انه كسياسي مجرب وضابط مخابرات سابق يدرك ان الغرب نصب له فخا لتوريطه في حرب الهدف منها فرض حصار وعقوبات اقتصادية قاسية تنهك الدولة الروسية وتسهم في تفككها من جديد بعد ان تلمس بوتين عن قرب ان سبب انهيار الاتحاد السوفيتي السابق هو الاقتصاد!! ان القاء القنابل الذرية على اليابان عام ٩٤٥ ليس لمجرد انتقام لقصف ميناء بيرل هاربير الامريكي فحسب انما كان اعلانا ببروز الولايات المتحدة الامريكية كقوة عظمى.. لذا فان الاهم في التحشد والتهديد الروسي بغزو اوكرانيا هو تلك المناورة الاستراتيجية الكبرى واستعراض القوة العسكرية والصاروخية والنووية لروسيا بهدف تعديل موازين الاستراتيجية في العالم والخروج من منطقة نصف القوة العظمى التي حبسه فيها الغرب لسنين طويلة واحاطته بدول تدين بالولاء للغرب واعضاء في حلف النيتو.. لم تكن تلك مجرد تمرين عسكري أو مناورات حربية كانت بمثابة رسالة سياسية روسية لبايدن واوربا نحن لا نقبل بوضعنا هذا، ، حرب باردة هبت رياحها على منطقتنا العربية مع قرب توقيع الاتفاق النووي الايراني والذي سيطلق مليارات الدولارات لنظام الملالي ويعيد تنشيط اذرعه في الاقليم بهدف قطف ثمار السياسات الايرانية في ساحات عدة مثل اليمن التي ستصر ايران مقابل ايقاف الحرب فيها هو اشراك الحوثي في القرار السياسي اليمني بصيغة تشبه صيغة حسن نصرالله في لبنان بما يسمى(الثلث الضامن) اضافة الى الضغط على الاطراف المعطلة لاعادة تاهيل النظام السوري واعتقد ان تغيرا سيطرأ على الموقف القطري ازاء الملف السوري بعيد زيارة الرئيس الايراني رئيسي الى الدوحة، وامام تخلي اسرائيل عن التهديد بضرب المنشات النووية الايرانية وسعيها لتحسين شروط الاتفاق النووي فان سياسات ايرانية جديدة سوف تستخدم أساليب ناعمة في التقرب الى العالم العربي باستخدام اساليب المكر والخداع التي اشتهرت بها. نحن نقف امام حرب باردة وهي مستوى معين من الصراع ادواته الاعلام والافكار والمعلومات والدبلوماسية والاقتصاد والاستخبارات . ان تطوير سياسات ذكية ومبتكرة بات مطلبا ملحا لمواجهة التغول الايراني في ساحات اليمن ولبنان والعراق وسوريا وعلينا انتهاج سياسات براغماتية بحدها الاقصى لمواجهة سياسات ومواقف جديدة من جميع الاطراف الدولية والاقليمية فالسياسة لم تعد مباديء وركائز لا تتزحزح لان التفوق سيكون فقط للاذكى والاجدر والاكفأ بل قل الاسرع في اتخاذ قراراته و بغض النظر عن حجم الدولة!! فالعالم لا يستطيع ان ينتظر المتقاعسون او المترددون في اللحاق في السباق.
.
.
.
.
* كاتب واكاديمي من العراق مقيم في المغرب واستاذ القانون والنظم السياسية في جامعة الاخوين في افران المغربية
- 04/05/2024 حلبة النار”.. تجمع أبطال الوزن الثقيل.. وتجذب أنظار العالم إلى الرياض
- 02/05/2024 الأكاديمية السلطانية للإدارة تسهم في تعزيز الجاهزية المستقبلية ونقل المعرفة لمؤسسات التعليم العالي بسلطنة عُمان ودول الخليج العربي
- 01/05/2024 كرسي أرامكو للسلامة المرورية يطلق دورة تدقيق سلامة الطرق بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل
- 30/04/2024 الوزير الفضلي يشهد توقيع (10) اتفاقيات لتطوير استخدامات المياه المجدّدة ودعم الحلول التقنية والابتكار واستدامة الإنتاج الزراعي بالمملكة
- 28/04/2024 وزارة الرياضة تشارك في واحة الإعلام بالتزامن مع استضافة المملكة لأعمال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي
- 24/04/2024 توقعات ان يصل سوق الولاء في المملكة الى أكثر من 1.6 مليار دولار خلال اربع سنوات
- 24/04/2024 140.7 مليون دولار أمريكي إجمالي التكاليف الاستثمارية لشركات الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي في المملكة المغربية
- 23/04/2024 نادي محايل الرياضي وبلدية المحافظة يوقعان عقد شراكة
- 23/04/2024 بتنافس أكثر من 270 مشاركًا.. وزارة النقل والخدمات اللوجستية تقيم الحفل الختامي لجائزة الإبداع في نسختها الثانية.. والجاسر يكرم الفائزين
- 21/04/2024 ” الإحصاء” تطلق المسح الزراعي الشامل
كتب ا.د كريم فرمان *
// لا حروب ،،ومنطقتنا تدخل حرب باردة//
Permanent link to this article: https://aan-news.com/articles/274724.html/