لقد خلق الله الخلق فبين لهم طريق الخير والفلاح ، فاختار قوم طريق الفلاح ، واختار آخرون غير ذلك ، وهي سنة الله في الخلق .
ومن الذين وفقهم الله للعمل بما يحقق الخير لعباده الإمام الصالح الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - موحد الحزيره العربية .
لقد نظر الملك عبد العزيز إلى الجزيرة العربية فوجدها في شقاق ونزاع ، فجهز نفسه لإعادة وحدتها وبناء هيكلها على أسس ثابتة ومتينة مستمدة من الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة ، وما أن نذر نفسه لخدمة دينه وخاض معركة قوية بين العدل والظلم ، فتح الله الجزيرة على يديه ، فجعلها مملكة عربية سعودية تحت مظلة المحبة بين أبنائها والمقيمين فيها على ممر الأيام والأزمان .
فما من ذي قلب سليم إلا وأظهر ولاءه للملك عبد العزيز الذي كانت الأنظار تترقب ظهور مثله لاستئصال جذور المفسدين ، والوقوف مع الصالحين المصلحين .
هذه الحدث التاريخي العظيم وقف الجميع وراء إمامهم معلنين محبتهم له ومساندتهم في تحقيق الوحدة الإسلامية التي منطلقها من أرض المملكة التي تضم الحرمين الشريفين.
ومن الذين شاركوا في وصف الحدث وتهنئة الملك عبدالعزيز بالفتح المبين الشاعر السعودي المبدع محمد عبدالله بن عثيمين - رحمه الله - من شعراء نجد ، قال قصيدته الشهيرة أثناء زيارة الملك عبد العزير إلى الاحساء١٩١٣م التي من بين أبياتها :
العز والمجد في الهند القضب ## لافي الرسائل والتنميق للخطب
عبد العزيز الذي ذلت لسطوته ## شوس الجبابر من عجم ومن عرب .
إن السعودية قطعت شوطًا كبير في تثبيت نفسها أمام العالم بأسره من خلال أفعال كثيرة ، فالمملكة ليست بالأقوال إنما بالأفعال دورها ، دعمت القضايا العالمية العادلة وأبرزها قضية فلسطين ماديا ومعنويا، حيث جعلت لها نصيبا من ميزانيتها، إضافة إلى أنها الناطقة دائما في المحافل الدولية على أن الفلسطينين لهم الحق المشروع في تقرير مصيرهم لإقامة دولتهم على تراب وطنهم وعاصمتهم القدس الشرقية.
هذا هو موقف السعودية ، وإن أرادت بعض الجهات المعادية للسعودية استخدام القضية الفلسطينية كورقة لتشوية سمعة السعودية فإن الحقائق ثابتة لدعم فلسطين منذ الملك عبدالعزيز إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الامير محمدبن سلمان حفظهما الله .
إنها مملكة الانسانية للوقوف دائما مع المتضررين في العالم دون مقابل سوى ابتغاء مرضاة الله كما ظهر ذلك منذ ظهور أزمة فيروس كورونا إلى يومنا هذا ، فطائراتها تحمل الأجهزة الطبية والمواد الغذائية إلى العالم دون النظر إلى لون وانتماء.
فتاتي هذه المناسبة العظيمة لتؤكد لنا جميعا أن شخصية الملك عبدالعزيز شخصية دينية ثقافية عالمية تسمو فوقها علو العزم وقوة الحزم في بناء دولة العدل والسلام.
بقلم الشيخ : نورالدين بن محمد طويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الاسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا