( الجزء الرابع )
جاء في الحديث الشريف : " لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج " . وكذلك الصيام تنطبق عليه هذه النواهي الثلاثة ، فالصائم كالحاج إلى بيت الله فهو في حرم الله ويُسمى ضيف الرحمن وعلى الضيف أن يتأدب بالامتثال لقوانين المضيف وشهر رمضان هو شهر الله تعالى والصائمون هم ضيوف الرحمن في شهر الرحمن وعلى الضيف أن يتأدب مع الله عزَّ وجلّ طالما هو في حرمه ، لذلك جاء النهي والهدي النبوي الشريف بعدم الجدال في يوم الصوم وعدم الرفث وعدم الفسوق ومن الفسوق السباب واللعن وما شاكلهما من بذيء القول لكي يتعود اللسان على قول الخير أو يصمت فذلك أيضاً خير له ، وكما يُقال : العادة كالعبادة ، فإن استطاع الصائم المبتلى بهذه الأشياء الثلاثة أن يتخلص منها فذاك هو الفوز العظيم في الشهر العظيم ، وأمّا من يقول لا أستطيع ثمَّ يقضي يوم صيامه بالبيت خوفاً من أن يجرح صيامه فإنه لم يستفد من صيامه لأنَّ الصيام تهذيب وتدريب للرقي إلى الأفضل والأحسن فالاختلاط الطبيعي مع الناس يُظهر معدن الإنسان ويعلمه التخلص من عاداته السلبية وكظم غيظه ممن يغيظه ، وبذلك يجمع الله لك ثواب صيام الجوارح إلى صيام البطن .