قال الحكيم :
تزوج عقلا" ... قبل أن تتزوج جسدا" .
صدق الحكيم وإن لم يفعل.
فالأجساد تبلى.. والعقول ترقى .
فالمرأة التي لاتقرأ..!! تذبل كما تبذل الورود في الصحراء.
تمد روحها من كتاب.
وتسقى جذورها من ثقافة .
وتعطر جسدها من غذاء الفكر.
فالتي لا تقرأ..
لن تجالسك وسط الحروف ، ولن تتسلق معها السطور ، ولن تبني معها بيتاً من قصيدة ، ولن تجول معها وسط غرف الافكار والفلسفة ، ولن تقطف من بساتين العلوم والمعرفة .
" لن تساعدك على نسج قصيدة في منتصف الليل على خصرها ، لن تحدثك عن الحب" ، وحين تقبل يديها لن تشتم رائحة الكتاب ، لن تصبغ أظافرها بالحبر . ولن تتوه معها في جولات الفكر .
والتي لاتفكر.. !! سينتقل تفكيرها من الوعي إلى الا وعي.
ستفقد طعم الحياة
ووظيفة العقل
ومتعة التجربة.
سنتسج لك أسطورة من خيال
ورواية..
من رواية النساء ، اللاهيات بفنجان قهوة ، وأخبار عبله .
ستنقل لك أخبار خالتها سلمى ، وعمتها حصه .
سوف تعيش مع الظلام على سريرك ، حين تستيقظ الصباح سيكون مملاً دون قصيدة أو موسيقى كلاسكية ،
ستفقد طعم الفطور مع جريدة .
ستسمع خبر أخبار جارتها المريضة ،
وصديقتها الغثيثة ،
وموضة الفساتين الجديدة.
وآخر تقليعات المكياج ،
وتحيك قصة مع المونتاج ،
ولن ترضى لك إلا أن تسمع القصص المثيرة.
لا تفكر في غدها ، وتعيش يومها ، كما هو دون تخطيط منها ، يومها مثل امسها.
أقصى علمها...
شنطة وفستان وقصة شعرها.
أن أنت تقرأ !
ستغار من الكتاب في يدك ، وقد تنام وهي غاضبة عليك حين تقرأ لكاتبة أو شاعرة .
لن تشعر معها بمتعة الحديث واطرافه والنقاش والفلسفة،
سيكون الكلام خاوٍ من شجونه،
وساتستغرب من سقراط وجنونه . ولن تتذوق لوحة جفينشي وفنونه.
سوف تعيش مع كيس خاو كوساده .
لا تعمل... !! حدها.. خدها
واهتمامها.. جسدها
لن ترى شروق الشمس.. ولا زوالها.
محدودة خبرتها ما بين حذاءها وربطة شعرها .، وجوالها .
ستشعر أنك تحدث جدتك فهي تؤمن بالخرافات والأساطير ،
ثق أنها لن تهديك كتاباً ، لن تجدد حياتك ، لن تبروز صورتك بالغزل ...
ولن تصفك يالجُمل ، ولن تبادل عن نظم قصيدة بالقُبل .
وتصفك بالهبل.
ستتزوج جسدا"
بقال أن سبب زواج مالك بن نبي من زوجته ، كان يرتاد مكتبة باستمرار ويسأل عن الكتب التي يبحث عنها فيقال له انها معارة لسبدة فسأل عنها وتزوجها.
التي تقرأ وتفكر وتعمل!!
احاديثها ثقافية،
وغزلها ابيات شعرية
وحياتها خطة استراتيجية
ويومها خطة تشغيلية.
للقراءة طعم ، وللثقافة نور ،
مسكين من فقد هذا الشعور .
أما أنا ...
فلا تنطبق علي تلك الأمور ، أنها تقرأ وتفكر وتعمل .
تحياتي