أكاد أشكُّ في نفسي لأني أكادُ أشكُّ فيكَ وأنتَ منّي.
لا تستغربوا !!
لستُ في مقام الحديث عن الأغاني والطرب .
صحيح اني أهوى الحديث في كافة المواضيع التي أجيدها! ،
لكني لا أجيد الحديث عن الغناء و( الأغنيات )، غير أني أستمع احياناً إلى أغنية طربية أو اغنية عامة ليس فيها موضوع ولاهدف لكني اسمع ولا أستمع .
عموماً..ليس ما أقصده هنا ، ماتغنت به أم كلثوم وما كتب عبدالله الفيصل رحمهما الله ، ولست أعاتب محبوبتي أو عشيقتي.
مع أن حديثي يَدخل في الشك ويُدخل في الشك!! فاستعنت بمطلع هذه الأغنية .
وصلتني رسالة عن الشك فحاولت البحث عنه ، ( لأنه شك ) فلم أجده إلا في نوعين أساسين : سأخبركم بهما بين هذه السطور ودعوني القي الضوء على.. الشك :
(( الشك لغة : خلاف اليقين ، أي التردد بين شيئين ، سواء استوى طرفاه أو رجح أحدهما على الآخر .
قال تعالى : " فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْـزَلْنَا إِلَيْكَ".
قال المفسرون : أي غير مستيقن ، وهو يعم الحالتين أي : الاستواء والرجحان .وسمي بذلك ؛ لأن الشاك كأنه شُك له الأمران في مشك واحد ، وهو لا يتيقن واحدا منهما .))
فحين نسأل الشخص الشاك عن الهدف أو الغاية التى من أجلها يمارس الشك، فالإجابة من الناحية الفلسفية لن تخرج عن أحد الرأيين التاليين:
إما أن الشخص يشك حباً للشك فى ذاته وسعياً وراء تقويض أية حقيقة ممكنة، أو أنه يشك مؤقتاً فى الحقيقة تمهيداً للتوصل بعد ذلك إلى الحقائق اليقينية الثابتة.
أى أن هناك نوعان من الشك
هما :
- شك مذهبى دائم
- شك منهجى مؤقت..
وتفصيل ذلك فيما يلى:
النوع الأول: هو الشك المذهبى، ويتصف بالخصائص التالية:
1- مذهبى: لأن صاحبه يتخذه مذهباً لنفسه فى التفكير والحياة.
2- دائم: لأن صاحبه يظل معتنقاً له عن إقتناع بصحته دون التفكير فى تغييره، خاصة بعد أن أصبح مذهباً عند صاحبه.
3- هدف فى ذاته: إذا كان هذا الشك عن صاحبه مذهباً محدداً وكان أيضاً دائماً لا يتغير فهذا يعنى أن الشك يصبح حينئذ هدفاً مطلوباً فى ذاته.
4- يؤدى إلى الشك: مادام الشك هدفاً فى ذاته، فإن ذلك يعنى أن ممارسة هذا الشك لا يؤدى إلى نتيجة جديدة خلاف الشك نفسه.
5- هدام: وتعتبر هذه الخاصية نتيجة حتمية للخصائص السابقة، حيث لابد أن يتصف هذا النوع من الشك بالهدم فقط دون البناء.
النوع الثانى: هو الشك المنهجى، ويتصف بالخصائص التالية:
1- منهجي: لأن صاحبه يتخذه منهجاً فقط للتفكير، دون أن يتمسك به مذهباً.
2- مؤقت: إن كل منهج للتفكير لابد أن يكون إستخدامه مؤقتاً لحين تحقيق أهدافه المرجوة منه، أما المذهب فيبقى دائماً لأنه مطلوب فى ذاته.
3- وسيلة: كل منهج يعتبر فى نفس الوقت وسيلة، مؤقتة فالشك هنا وسيلة مؤقتة لتحقيق أهداف أبعد منه وأعلى.
4- يؤدى إلى اليقين: يعتبر هو الهدف الأساسى الذى نسعى إليه من إستخدامنا لوسيلة الشك المؤقت.
5- بناء: هذه نتيجة حتمية مترتبة على الخصائص السابقة، إذ طالما الشك المنهجى يستهدف اليقين، فهو إذن شك بناء نافع للفرد والمجتمع معاً.
لذا يقع الكثير من الأشخاص في دائرة الشك ، وما أنوي الوصول له في هو : اخطر أنواع الشك ، ألا وهو الشك في النفس ، وعدم الثقة بها.
وهذا الشعور يختلف حدته من شخص لآخر ... فالبعض لديه شك بكل شيء حتى في ( نفسه ) ... والبعض يشك في أن تتحقق أهدافه اذا كانت من وجهة نظره كبيرة ... والبعض الآخر يشك بأن يتحقق له أي هدف سواء كان هذا الهدف صغير ام كبيراً .
وعند التفكير بهذا الشعور وتتبع مصدره تجد أنه نابع من عدم الثقة بالله ، وعدم الإيمان بما وهبنا من نعم وقدرات ...
أي أن هذا الشعور قائم على سوء الظن أو الشك والريبة .
إن الشعور بالشك يفضي الى النقص ويتفشى بالجسم مثل الطاعون يدمر الجسم ويشل الحواس ، ويثبط القدرات ، ويمحو الإنجازات ويجعل الشخص في دائرة الفشل .
ولا يخفى عليكم أن مجرد صدور طاقة شك من داخلك بعد أن تنوي هدف ما ، سوف يعمل على منع تجلي هذا الهدف .
هذه الطاقة ، هي طاقة منافية في حقيقتها لليقين والتسليم .
قال البيهقي "اليقين هو سكون القلب عند العمل بما صدق به القلب فالقلب مطمئن ليس فيه تخويف من الشيطان ولا يؤثر فيه تخوف فالقلب ساكن آمن ليس يخاف من الدنيا قليلا ولا كثيرا . الزهد الكبير 1/352.
لاشك أن الإيمان، اتباع التعاليم الإلهية ، تضمن وسيلة نجاة حقيقة من كل الأفكار المشاعر السلبية ، وعلي الشخص العلم ثم العمل فإن التطبيق الصحيح والممارسة السليمة سر نجاح الوصفة . " لذا سأقترح عليك خطوات عملية وبسيطة تساعدك على التخلص من التردد والشك وتوصلك لليقين والتسليم بمشيئة الله بالخطوات التالية :
انوي هدف ترغب في تحقيقة ..
راقب مشاعرك ..
هل هناك أي فكرة او شعور يحدثك بأنه لن يتحقق؟! ( صعب ، كيف ، متى ، ماذا اعمل ...... الخ)
راقب بهدوء وبعدها خذ موقف المراقب فقط ...
لا تقاوم او ترفض اي فكرة او شعور ...
إنس هدفك وأنت متيقن أنه سوف يتحقق ...
استمتع بوقتك دون مشاعر تعلق أو خوف أو قلق...
هذا فقط ما تحتاجه:
- أن ترفع طاقة اليقين بداخلك ..
- أن تزيد ثقتك بخالقك وما أعطاك من قدرات ونعم وتسخير ...
كن مع الله ستجده معك ..
*الثقة بالنفس منبعها من الخالق الذي وهبك الحياة وسخر لك الكون كله لتعمره ، كل ماعليك هو أن تؤمن وتردد دائماً إن الله معي ...
الله يساعدني ..
الله يرشدني ..
الله يقويني .
احرص على ما ينفك واستعن بالله ولااا تعجز.
تحياتي
عثمـــــــان عطـــــــا