قد يخلط البعض بين قوات العمالقة- التي أسسها في السبعينيات الرئيس اليمني الأسبق إبراهيم الحمدي بقيادة أخيه عبدالله الحمدي- وبين ألوية العمالقة الجنوبية ونواتها المقاومة الجنوبية التي استجابت لنداء مآذن عدن عندما صدحت منادية "حي على الجهاد"، واستطاع أبطالها الحفاة بإمكاناتهم البسيطة وشجاعتهم المفرطة أن يتصدوا للحوثي ويطردوه من عدن.
قوات العمالقة الجنوبية التي باتت تشكل مصدرًا للرعب والفزع لدى الحوثيين في معركة الساحل الغربي تتكون من أربعة ألوية، يقودها الشيخ عبدالرحمن المحرمي اليافعي المعروف باسم "أبو زرعة المحرمي" وهو ابن أخت نائب رئيس هيئة الأركان اللواء الشهيد أحمد سيف اليافعي.
وهناك قوات أخرى تقاتل في عدد من محافظات اليمن قوامها شباب الجنوب الشرفاء.
لقد أدهشت هذه الألوية كل من تابع انتصاراتها في الساحل الغربي، ابتداء من مشاركتها في عملية "الرمح الذهبي" ووصولا إلى دورها المحوري "رأس الحربة" في عملية "النصر الذهبي".
انتزعت العمالقة الجنوبية إعجابنا من عدة جهات، فمن جهة تجعلك هذه الألوية تعجب بشجاعة وإقدام ومهارات أفرادها القتالية، ومن جهة أخرى- وبتوفيق الله ثم بدعم من التحالف ومشاركة المقاومة التهامية - نرى وضوح الصورة العملياتية العامة والتي كانت سببًا للبراعة في تقدير المواقف، والمهارة في تخطيط وتشكيل المعركة، ونجاح إدارة خطوط الإمداد العسكري، وفتح الثغرات، والاختراق، كذلك التصدي للهجمات المضادة ومحاولات التسلل، أيضا التواصل الفعال مع القيادة والسيطرة والقدرة على مسك الأرض والتأسيس لمناطق آمنة.
بل ورغم ماتعرضت له محافظات الجنوب من دمار وقتل وتنكيل، إلا أننا نجد "العمالقة" ملتزمة بالمعاهدات الدولية فيما يتعلق بالمعاملة الإنسانية لأسرى الحرب، و جمع الأسرى الحوثيين والمتحوثين في لقاءات لتصحيح الفكر المنحرف والمتطرف الذي دمر به الصفويون عقولهم وأفكارهم، بل ودمروا به اليمن قبل كل شيء.
يشارك أبناء اليمن المخلصون من مختلف المناطق والمحافظات، من صعدة وذمار ومأرب والبيضاء وتعز وإب وغيرها، في تحقيق انتصارات عظيمة في عدة مناطق، وآخرها ما تحقق في البيضاء وصعدة، فقدت فيها المليشيات قيادات الصف الأول بل ومن جاؤا بعدهم.
لاننكر بأننا حين نسمع عن انتصارات حقيقية يسير قطارها دون توقف ونقترب من المشهد نجد أن القائد أو المقاتل جنوبي، فأينما حل الجنوبيون بإخلاصهم وصدقهم جلبوا النصر معهم؛ لذلك لا ألوم قوات العمالقة الجنوبية وهي تزهو بملصقات شعارها على معداتها وتطمس بها ملصقات الحوثي الصارخة في معارك الساحل الغربي؛ حتى لا يأتي في النهاية من يضع حبة الكرز على الكعك وينسب النصر لنفسه.
أكدت لنا معارك البيضاء وصعدة والساحل الغربي أن جدار الحوثي قصير وهش، وبتنا على يقين بأن وهم الصمود الذي تعيشه هذه المليشات هو نتاج دعم خارجي أمن المحاسبة والعقوبة، و هو أيضا بسبب تمزق وحدة الصف اليمني بأيدي أبنائها الذين يحتاج إليهم اليمن حتى يعود سعيدًا.
1 comment
1 ping
أبو غفران
16/09/2018 at 2:10 م[3] Link to this comment
المقال جدا رائع أعطى المقاتل اليمني حقه وهم بتمسكهم بالدين الصحيح وبصدقهم واخلاصهم يستطيعون هزيمة الصعب والمستحيل ونحن معهم قلبا وقالبا وندعو الله لهم بالنصر والتمكين على عدو الله وعدوهم .. شكرا أختي وردة على مقالك الجميل .