لم يكن ليلاً عادياًّ
بل كان سارقاً لسواده
من لون عينيها
كان عميقاً كعينيها
كان كلما أراد أن يخيف النجوم
انتثر كجديلها
لم يكن ليلاً عادياًّ
كنت فيه كشيخٍ ضرير
يتكؤ على عصاه
ويبصر السماء
والناس تحسبه أعمى
وهو أقواهم نظر
فعيون الحب
ترى وهي عمياء
لم يكن ليلاً عادياًّ
بل كان ظلامه
كجيوش التتار
وكان قلبي كدار الحكمة
كل مافي جعبتي
سال في دجلة والفرات
ولم يبقى سوى بعضي
لينعي بعضي
لم يكن ليلاً عادياًّ
حتى الأغاني لم تكن كالمعتاد
كانت فيروز تتجلى
ليأتي طلال فأنتثر
ويغني حليم فتجيب تساؤلته
عن جلّ جروحي
ويبقى سؤال أم كلثوم
هو الوحيد الذي تردد
في هذا الليل الغير عادي
أغداً ألقاك ؟؟؟