في شمالنا الغربي وتحديدا في اطرافه بذرنا بذره , وفي منطقتنا الوسطى وتحديدا جنوب غرب العاصمة بذرنا اخرى , وفي غربنا الاسر وعلى جزره بذرنا ثالثة . هنا وهنا وهناك وضعنا ثلاث بذرات هي الاولى تتبعها اخرى حتى نجني ثمارها في عام الحصاد.
فالفلاح يا أحبه يسقط ذرات القمح في أخاديد حقله ويطمسها بالتراب ثم يتعهدها بالسقاية والعناية حتى يرى ينعها سنابل محملة بالخير ؛ تباركها نواياه الطيبة وأدعيته التي لا تنقطع وعمله الدؤوب كل يوم برفقة أبنائه واخوانه وعشيرته , ويوما ما يهنأ الجميع بالحصاد اليافع .
أما الأوطان فهي حقول واسعة تحتضن كل ابنائها وتهب لهم بذورها وسقياها وحصادها , وبالتالي فهي امانة وذمة تلف اعناقهم حتى يوم الدين يورثونها لأبنائهم من بعدهم كابرا عن كابر .
أما حقلنا الواسع المتشح بالخضار الرفراف فهل تظنون أنه يتسع لغيرنا يحفر ويذر ويغطي ويسقي وأخيرا يحصد ؟ الجواب لا . لن يتسع الا لنا فقط مثلما اتسع لأجدادنا وابائنا من قبلنا , وبذورنا الثلاث الأول نحن من سيتعهدها بسواعدنا الفتية ويتعهد غيرها حتى تهتز وتربو فنتلذذ بقطف ثمارها بعد اثني عشرة عاما بإذن الله فها هي حفنة الشعير بين ايدينا فماذا نحن فاعلون ؟ (الوعد قدام ).