عندما يكون الإنسان في خضم معركته مع متطلبات الحياة اليومية ويكون صدارة همه وتفكيره بمشاكل العمل اليومي والإنجاز الوظيفي غالباً ما تكون المشاعر في حالة سبات عميق وطويل إذا استمر الجهد المادي في الهيمنة على كيان الإنسان والتمكن من بؤرة تفكيره حتى أحياناً تصل المشاعر إلى حالة تبلد أو موت سريري مؤقت أو سبات شتوي بسبب هذا الانشغال الدائم والمستمر بلا توقف .
والمشاعر بداخل وأعماق الإنسان متنوعة منها مشاعر حب ومشاعر سكينة ومشاعر ألم ومشاعر فرح وسعادة ومشاعر أشجان ومشاعر بهجة ..ألوان من المشاعر تشبه حديقة غنّاء بأنواع الورود والزهور الرائعة ، هذه الحديقة بحاجة إلى الرعاية الدائمة ، بحاجة إلى أن تقوم برعايتها أيادي حنونة تسقيها الماء بحب ، تقتلع أي أعشاب ضارة حواليها تنظف تربتها من الأوساخ ولو لم تجد هذه الحديقة من يعتني بها فسوف يذبل الورد ويموت بصمت بطيء ودون صخب.
ويتفاوت حجم المشاعر ووجودها وتنوعها بين إنسان وآخر ، فالبعض لديه مشاعر تكفي لأمة بأجمعها كالبحر الزاخر تهدر مشاعره فياضة جياشة يغب منها كلّ رائح وغادي ، والبعض مشاعره مثل النهر فهو محدود العطاء ، ومنهم من تكون مشاعره مثل ساقية صغيرة تكاد تسد رمقه هو بالكاد ..
وإن فيوضات المشاعر بين الناس هي الرابط الأسمى والأرقى في التعامل ، مشاعر التقدير ومشاعر الحب والاحترام ومشاعر الإشادة بكل عمل مميز له فائدة في المجتمع ولو كان ضئيلاً لأنّ التشجيع يكون دافع لعطاء أكبر وأكثر فائدة وتكون هذه الروابط مثل الفيتامينات التي تغذي الجسد فالنفس الإنسانية بحاجة إلى تغذية مشاعرها لتنشيطها وإن افتقرت إلى هذا الغذاء تحولت إلى صحراء يباب لا تسمع لها ركزا ، وقد يتحول فاقد المشاعر إلى إنسان آخر متوحد فاقد للمشاعر أو انعدمت لديه القدرة على التواصل مع المجتمع فيأتي الشيطان ليوسوس له بأن هذا المجتمع يكرهونه وهاهم لا يبالون بك وتركوك وحيداً والخطر من تحول هذا المسكين إلى عدو مضر بالمجتمع وهناك دراسة نفسية لبعض من ارتكبوا الجرائم عند سؤالهم عن الأسباب التي أدت بهم إلى هذا السلوك العنيف فكانت أغلب إجاباتهم بأنهم فقدوا القدرة على التواصل مع المجتمع بعد فقدانهم التواصل مع أقرب الناس إليهم في الأسرة الذي نبذتهم جانباً أو غيّبهم القدر ..وهناك من يكون سلبياً لا يضر ولا ينفع ، وأحيانا أخرى تتحول الصحراء التي بداخله إلى تحطيم كل مشاعر الآخرين من حوله وهذا خطر كبير يهدد بتفكك وتصدع الأسرة والمجتمع ...
في الختام : المشاعر هي ملاحظة من هم حولنا من أبناء وأقارب وأصدقاء وأحباب نعيش معهم وهذه الملاحظة قد تكون بالعين المجردة باستشعار وفهم أنّ هناك مشكلة نفسية نقرأها من خلال نظراتهم أو من خلال تعابير وجوههم التي ألفنا رؤيتها على طبيعة ومنوال معين فلا نبخل عليهم بفيض المشاعر التي تكون غالباً هي البلسم والدواء لجروحهم ...
- 17/05/2024 منتخب المملكة المدرسي لكرة القدم يشارك في البطولة الدولية بالصين
- 16/05/2024 وجهات المملكة تجذب أكثر من 165 ألف زائر من بريطانيا في الربع الأول من عام 2024
- 16/05/2024 أبو الغيط يستقبل السكرتير العام للأمم المتحدة على هامش قمة المنامة
- 16/05/2024 شركة جواثا للترفيه تبرم اتفاقية تعاون مع الجمعية التعاونية السياحية بالاحساء
- 15/05/2024 الحكومة السلوفاكية : محاولة اغتيال رئيس الوزراء السلوفاكي
- 15/05/2024 ٣ شبكات كهربائية عربية تسوق فائض الطاقة للأسواق العالمية
- 15/05/2024 الإحصاء “ارتفاع أعداد الركاب في مطارات المملكة بنسبة 26% لعام 2023م
- 14/05/2024 انجاز 40% من المرحلة الأولى لمشروع الربط بين السعودية ومصر والوصول الى 3 الاف ميغا بنهاية 2025
- 12/05/2024 “أربيان يوتوبيا ” الذراع الإعلامي لتعزيز مبادرات الرعاية الاجتماعية والتوعية الصحية.
- 12/05/2024 اللجنة التوجيهية للسوق العربية المشتركة للكهرباء تعقد اجتماعها الثاني بالمنطقة الشرقية … غدا الاثنين
بقلم : البتول جمال التركي
عندما تمطر المشاعر ..تتفجر ينابيع الحياة
Permanent link to this article: https://aan-news.com/articles/38721.html/