يقول جاك نيكلسون ، أحد صناع السينما في هوليود :
( لا تسمح لأحد أن يجعل ضوءك يخفت لمجرد أنه يزعج عينيه ! ) للأسف بعض الأشخاص لا يستطيعون تقبل نجاح الآخرين و قد يحاولوا تشويه الصورة الناجحة للأفراد ، فقد تقابل شخص يغيضه نجاح أحدهم دون سبب وجيه و تجده يحاول النيل و السخرية بشكل أو آخر وذلك لعدم تقبله للقدرة الهائلة التي ميزت ذلك الناجح عن غيره حتى أن بات متوهجا في مجاله ، بينما بعض الأشخاص سينسبون انجازات الناجحين للحظ و كما قال العلماء ( الحظ شماعلة الفاشلين ) تُرى مهما بلغ الانسان من الحظوظ ، إن كان يخلو من الابداع أو النباهة هل سيحقق شيئا ما ؟ وإن حقق هل سيخطف الأبصار و سيشهد له الزمن بما أنجز أو قدم ؟
قال الدبلوماسي و الشاعر الشهير غازي القصيبي : أصدقاؤك .. يستطيعون التعايش مع فشلك ، مالا يستطيعون التعايش معه ، هو نجاحك !
و من المؤكد يقصد القصيبي هنا فئة معينة صادفها في مسيرته الملهمة ، لأنه في المقابل وصف الصداقة في نص آخر بالكنز و اللؤلؤة الثمينة ،
و إن مددنا النظر للعديد من المجتمعات المتفاوتة في دياناتها و ثقافاتها لوجدنا الصور تتشابه و إن اختلفت براويزها !
أدلى الشيخ محمد الشعراوي الملقب بإمام الدعاة بدلوه و الذي صب في ذات المجرى ، حيث قال :
( إذا لم تجد لك حاقدا ، فاعلم أنك إنسان فاشل ) بينما الكاتب الاماراتي سامي الريامي ، فقد أكد من خلال إحدى مقالاته أن النجاح غالباً ما يولّد الأعداء و أن العمل كفيل ليكون ردا بليغا على أعداء النجاح ،
حين نصف محاربي المتميزين بالأعداء ، فهذا يعني أن الناجح لابد ألا تخر قواه أبدا فكلما كان قويا لمع نجمه أكثر وزاد انتاجه و تغلب على أولئك المحبطين ، و بكل بساطة يستطيع الناجح أن يستخدم هذه النماذج كوقود يشحنه ويدفعه للأمام ! و لو علموا أنهم زادوه رغبة و تحدي لينجح أكثر ، لما أحبطوه يوما ..
عدم الالتفات لهذه الفئة السلبية من الناس وصقل ثقتك بنفسك من خلال تعميق إيمانك بذاتك و قدراتك ، والادراك بأن الله سبحانه وتعالى ينصف عباده وهو أعدل العادلين ، حتما سيجعلك تهدأ و تكمل مسيرتك الزاخرة و لن تسمح لأحد مهما بلغ من نفوذ بأن يكسر مجدافك في بحور النجاح ،
أيضا ( الامتنان ) بكافة سبله يعد من أسهل الأفعال التي تجعلك ثابتا لاتأبه للمثبطين ، إذ بينت البحوث العلمية المتمحورة حول سيكولوجيا الامتنان والتي جاءت بقيادة الباحث الأمريكي روبرت إيمونز أن الشعور بالامتنان يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات الرفاهية في حياة الأفراد الممتنين مما يجعلهم أكثر قبولا وانفتاحا وأقل عصبية من غيرهم و جميع هذه السمات جاذبة للنجاح ، و قد يكون الامتنان من خلال التدوين اليومي في مذكرة مخصصة إحدى الطرق المجدية ، فعلى سبيل المثال تتم كتابة ثلاثة انجازات يشكر الفرد الله عليها ، أو من خلال التفاعل الحسي إذ يستشعر ماحقق من نجاحات سابقة ، فكل ذلك كفيل برفع نسبة السعادة مما يجعله يحلّق في حالة مزاجية جيدة وطاقة ايجابية مرتفعة فيصبح شعلة من الحماس فينير لنفسه الدرب و يعبر الصعاب و يتجاوز العقبات ، لذا فإن معادلة النجاح والسعادة ، حسبما وصفها خبير علم النفس "شون أشور" تتلخص في أن السعادة هي التي تجلب النجاح لا العكس كما يعتقد الكثير ..