كم هو جميل عندما تكون تعمل بجد وبمهنة شاقة وفي نفس اللحظة جندي مجهول،وتجتهد وتعلو لترتقى أكثر في عملك وتحلو لك الحياة وتستعذب مشاق العمل وتنسى متاعب العثرات وترتقي بإذن الله سلم النجاح. وهذا كله طبع النفوس الكبيرة الواثقة من توفيق الله عز وجل، الكبيرة بإيمانها ونظرتها البيضاء وماتقدمه للحياة،نعم لا بنظر لسفاسف الأمور، بل يتطلع للأفضل ومايقدمه للإنسانية يافرحتي بهم، إنها نفوس كبيرة لا ترضى إلآ الاستمرار بدون كلل أو ملل.
فأقول في مقالي هذا
لماذا ذكرت هذا الكلام ولماذا افتتحت المقال بهذه المقدمة،
بهممها العالية وروحها الوثابة حبًا للخير ولمساعدة الآخرين.
فعندما تتحقق الراحة النفسية وبضوئها يسعى الفرد لتحسين صورة ذاته وتزويدها بكل المهارات التي تليق بها لكي ترتقي وتصل إلى مرحلة العلاج النفسي، ومن ضمن المهارات المهمة الحرص على الاهتمام بالنفس والعناية بها من خلال
الضغوطات التي قد يتعرض لها أي شخص في أية لحظة وفي أية مرحلة عمرية محتملة.
وهنا أوجه رسالة خاصة للأطباء النفسيين والأسريين، وإلى كل العاملين في المجالات الإنسانية الذين يتعاملون بصورة مباشرة مع المرضى وتعرفهم عن قرب على احتياجاتهم وآلامهم، فقد تحملهم مهنتهم السامية الى الاستماع لمشاكل الآخرين أو معالجة الاضطرابات النفسية أو فك الخناقات الأسرية أو التعامل مع الحالات الخاصة، حيث يسعى هؤلاء بحسب تخصصهم لوضع الحلول وتقديم الرعاية والتخفيف من معاناة الآخرين،نعم هؤلاء الأشخاص والذين تتطلب مهنتهم إشراك جميع الحواس في العلاج وبذل مجهود فكري وإنساني لعلاج مرضاهم فجزاهم الله عنا كل خير،
شَفى اللَهُ مَرضى بِالعِراقِ فَإِنَّني عَلى كُلِّ مَرضى بِالعِراقِ شَفيقُ
فَإِن تَكُ لَيلى بِالعِراقِ مَريضَةً فَإِنِّيَ في بَحرِ الحُتوفِ غَريقُ
أَهيمُ بِأَقطارِ البِلادِ وَعَرضِها وَمالي إِلى لَيلى الغَداةَ طَريقُ
من شدة إخلاص الطبيب يتمنى أن يُشفى مرضى العراق كلهم كرمًا لهذه المريضة ويُحاول أن يضرب في عرض الحياة عله يجد سبيلًا إلى علاجها وهذا مدلول عشق مهنته،
وهنا لي وقفة بحكم مشاهدتي لبعض الاطباء النفسيين في اروقة المستشفيات، منهم من يمشي ويكلم نفسه وقد يمر من أمامك وينظر إليك ولايسلم، ومنهم من يضحك لوحده وأمثلة كثيرة.. فأنا ليس بأعلم منهم، ولكن لأجل ترتقى مهنتهم المهمة وهي قمة الإنسانية، إذاً هم أكثر الأشخاص بحاجة للعناية بصحتهم النفسية وعدم إغفال هذا الجانب من باب التعود على أداء المهنة ومواجهة المشكلات، الجميع يحتاج إلى العناية بالنفس والاهتمام بالصحة النفسية، لكن العاملين بقرب القضايا والمشاكل التي يواجهونها يحتاجون إلى برنامج تنفيس كل بعد فترة يتضمن ممارسة الأنشطة البدنية والتركيز على الهوايات، أو المشاركة في أجواء يسودها المرح مع الأصدقاء وحتى لو مشاركة ببعض الفعاليات.
فمن حبي لك ولمهنتك العظيمة أقول،أيها المعالج وأنت تؤدي مهنتك العظيمة في العلاج ومساعدة الآخرين على تجاوز التحديات والتعافي لا تنسى أن تعتني بصحتك النفسية لكي تبقى معطاء ومتجددا ولكي لا تنطفئ الشمعة المضيئة.
*همسة*
قُل للطبيب إذا ما جئتَ تنصحه
كُن يا طبيب قبيل الطب إنسانا
نصف الدواء بثغر منك مبتسم
يسقي العليل، على الآلام تحنانا
أحسن إليه إذا ما كان ذا عوز
فالله يجزي على الإحسان إحسانا