المشاعر هي مسألة شخصيّة يختبرها كلّ شخص بشكل مختلف في مختلف الأعمار وبقلبه ميزان حساس يوزن ويحس بكل الناس المحيطه به،ويجعلنا جميعًا نستخدم أجسادنا بطريقة متشابهة لوصف ما يسكن قلوبنا.
فهنا يبرز القلب بشكل خاصّ كمقياس لوصف المشاعر. ومنها تعابير َمثل "انكسار القلب" و"وجع القلب" يصفان الجوانب الصّعبة للعلاقات الإنسانيّة،المحيط بها ويلامسها، ولكن هناك أيضًا تعابير مثل "طيّب القلب" "قاسي القلب" وغيرها تصف جوانب أخرى من العلاقات. فعندما يتحدّث شخص بصراحة مع غيره يقال إنّ كلماته "تخرج من القلب وتدخل إلى القلب"وكثير من الكلمات التي تلم بالمشاعر ويبعث القلب بتلك النبضات يقول فيها مثلاً يصدق مشاعره:
يا ساكِنًا لُبَّ الفُؤادِ ونبضِهِ
قُل لي بربكَ كيف أنتَ ملَكتَني
ولأنت من سكن الفؤاد غرامه
من نظرةٍ يا أنت كيف أسرتني
وهنا يأتي التحكم الكبير والشيء المهم هما، العَقل والقَلب مُتضادان مُتكاملان، فالعقلُ سبحان الله بمتازَ بالصَلابة والقُوة، إذ يرتكزُ دَائماً على المنطقِ والاستِدلال، ويحكُم في مُختلف القَضايا وفقَ مَعايير حاأازمة، بينمَا اختصَّ القَلب باللينِ واليُسر، وَكلاهمَا إذاً فصلابةُ العَقل تلطفُها رقّة القَلب، ولِين القَلب يُهذبه تَدبير العَقل. يَعيشُ الإنسَان في حَياته بِمحركات مِن مُقتضى حِكمته وفَيض مشاعره، أي أن عَقله وقَلبه هُما اللّذان يُحددان سُلوكه، وتأتي لشيى يتكرر كثير...وهو مشَاعر الحُب وَالتَقدير؛ فَلابدّ من استخدَام العَقل أولاً للاقتناعِ بالفكرَة والهَدف، بمعنى أنَّ القَلبَ يحتاجُ إلى ما يَستوثقه بأنَّ الشَخص الذي حازَ عَلى مَشاعر الإعجَاب والاهتمَام به، فهل يَستحقُ ذلك، فأقول القَلب هوَ صُندوق المَشاعر الذي يرسل رسائله الصادقة.
وأخيراً.. القراءة والكتابة هما غذاء العقل والقلب الذي يلهمان الإنسان، تبدأ مخيلة وعقل الإنسان الواقعية والخيالية بالظهور، ويتفاعل القلب مع كل كتاب يقرأه او كتابة يكتبها ويفرغ ما في جعبته من أحزان وأتراح وشجون، ومن افراح وبهجات وسعادات عارمة عاشها.
*همسة*
بعض الكلمات تجرح وقد تقتل!! انتبه لكلماتك وراعِ مشاعر غيرك ولا تقل شيئاً تندم عليه...إذاً التعبير عن المشاعر الصادقة لا يحتاج إلى دروس في اللغة بل إلى أحاسيس بالغة.