الإخوان المسلمون هي جماعة تصف نفسها بأنها إصلاحية شاملة ، تعتبر أكبر حركة معارضة سياسية في كثير من الدول العربية .
فمنذ تأسيسها على يد حسن البنّا في مصرخلال شهر مارس ١٩٢٨م ، وسرعان ماانتشر فكر هذه الجماعة ، فاستطاعت أن تؤثر غيرها من الجماعات الأخرى في عدد من الدول .
والذي يريددراسة للجماعة منذ نشأتها إلى يومنا هذا يتبين له أنها جماعة تنتمي إلى العنف والتشدد مستعملة الإسلام كغطاء في ترويج وتصديرظاهرة الإرهاب والتطرف في العالم.
ما من بلد من البلدان التى أقامت علاقة مصاهرة مع هذا التنظيم إلا وشهدت موجات من الإضطرابات والإصطدامات بين أبنائها ، فعند الحديث عن مصر منشأ الجماعة ، كم من أحداث دامية وقعت خلال سنوات طويلة بين الإخوان والسلطة ؟ وفي سوريا تضرر الشعب السوري من خلال عنف الإخوان مما أدى إلى أحداث حماة ، والمذابح التي وقعت في الجزائر خلال سنوات دون استقرار هي نتيجة سوء تصرف جبهة الإنقاذ الوطني في الجزائر التي تجمعها مصاهرة مع جماعة الإخوان .
دخلت الجماعة معركة الإنتخابات التي جرت في مصر بعد ما يسمى بالربيع العربي وذلك بتحويل الإتجاه السري بمكافحتها إلى الإتجاه العلني بتكوين حزب الحرية والعدالة مما أدى إلى الخوض في انتخابات ٢٠١٢ م باختيار مرسي مرشحا لها .
وعند وصول مرسي إلى الحكم بدأت الجماعة بسط سيطرتها على دوائر الحكم ، ورغم الحديث عن محاولات مرسي للإستقلال بقراراته ، لم تكن محاولات دخول قيادات الإخوان المسلمين المباشر على السلطات الرسمية طي الكتمان ، بحيث يمكن القول إن رئاسة الدولة مثلت امتدادا لمواقف الجماعة ، ما شكل نوعا من السلطة الضعيفة كانت مصدرا للقلق وعدم الإستقرار.
فعلى سبيل المثال قيام خيرت الشاطر بدور سياسي - وهو عضو بارز في التنظيم-بصنع القرار كل ذلك مما عززتدخل الجيش في يوليو ٢٠١٣م للإطاحة بمرسي.
لم تكن المسألة بين الدائرةالمحيطة بمرسي الشكل الوحيد للدور السياسي للشاطر ، فقد كانت هناك أدوار أخرى ، كاستقبال بعض الممثلين الأجانب وبعثة الصندوق النقد الدولي .
كانت حكومة مرسي حكومة شكلتها المنظومة الإخوانية الإستقصائية لغيرها في جميع المؤسسات داخليا وخارجيا ، فبعد تدخل الجيش كان من الصعوبات التي واجهها الجيش المفاوضات الخارجية مع الوفود الأجنبية التي كان الشاطر وجهة التفاوض مع الوفود الأجنبية .
فرغم دخول الإخوان في الحياة السياسية فلم يتغير موقف الجماعة منذ بداية النشأة بحلم الخلافة بعد سقوط الامبراطورية العثمانية من التشدد والإنغلاق ، وعدم قبول الآخر .
فالجماعة مادامت تؤمن بالإستبداد تدعو إلى الجهاد لإقامة ثورة الفساد ، بزعزعة البلاد .
الاخوان المسلمون بعيدون عن العملية السياسية ، لأن العملية السياسية تتميز بالإحترام والتعددية الفكرية ، الكل مشارك في بناء الوطن ببذل الطاقة دون النظر إلى لون وانتماء .
إمام وخطيب المركز الثقافي الاسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا