*
في أول حلقات مسلسل دفعة لندن والذي تبثه قناة عربية شهيرة لم تقتنع مؤلفة مسلسل دفعة لندن الكويتية السيدة هبة مشاري بان في لندن اقمار نسائية عراقية أضاءت سماء الإمبراطورية التي لم تغب عنها الشمس يوما . بل ان هذه الأقمار انارت المملكة المتحدة والعالم اجمع.
لا احد يعترض على الدراما والحبكة الفنية وحتى الخيال المرسوم بعناية بشرط عدم الاساءة لكرامة اي انسان مهما كان جنسه أو عرقه سواء كان عربيا أم اعجميا أو افريقيا المهم ان هذه المؤلفة لم تجد في نسختتها اللندنية الجديدة سوى المراة العراقية التي وضعتها خادمة تشتغل عند المبتعثة الكويتية وغاب عن ذهنها المشحون بعقد الماضي والذي يسعى الجميع لتجاوزه واستخلاص العبر والدروس منه غاب أو غيب عنها نجما عربيا مثل الثريا بزغ من سماء لندن ليلمع في اشهر جامعات العالم ويقدم للمعمورة شواخص حضارية قمة في الابداع والفن الهندسي غير المطروق من هذا العلم، انها المهندسة الشهيرة زها حديد استاذة الهندسة المعمارية في جامعة هرفارد واظن ان يوم كانت السيدة هبة تحاول فك الخط بجهد جهيد كانت صحيفة الواشنطن بوست تضع صورة زها حديد على صفحتها الأولى وتكتب تحتها بالخط العريض قائدة المهندسين المعماريين في العالم.
ومثل زها حديد في لندن نجوم من حرائر العراق اضاءت ولمعت في بريطانيا وبرزت مثل الشهب في ارقى جامعاتها واهم مشافيها،
لم ترى مؤلفة دفعة لندن في لندن من نساء العراق البارزات سوى تلك العراقية التي ارتاحت نفسيتها لدورها بان تكون عراقية تشتغل خادمة لدى الكويتية!!
مع جل احترامي لقيمة العمل سواء كان طبيبة أو معلمة أو عاملة أو خادمة فهو في النهاية عمل شريف ومقدر ولكن السيدة مشاري تدرك حساسية هذه الادوار لمجتمعاتنا العربية المشحونة بمشكلات وخلفيات لا داع لذكرها ونكأ الجروح.
لو انعكست الصورة وكانت الكويتية مثلا تشتغل خادمة عند العراقية لاعترضت ايضا بنفس القدر لان في اهلنا من الكويت اعلام من نساءهن الرائعات برزن وقدمن تميزا.
استعير من منشور وجدته على مواقع التواصل الاجتماعي يتضمن قائمة طويلة من اقمار عراقية في لندن احرزن مكانة عظيمة في دروب الحياة اليومية ونجحن في وضع اسمائهن جيران للقمر لعل كاتبة دفعة لندن تقتنع بان في لندن بسبب الظروف مئات من بنات الرافدين يشار اليهن بالبنان وتكف عنا عقد دفعاتها ومسلسلاتها.
١. زها حديد صارت بروفيسورة معمارية عالمية واستاذة الهندسة المعمارية في جامعات لندن و جامعة هارفارد ٢. الدكتورة العراقية لهيب عبدالأحد صارت عميدة كلية الطب في لندن
٣. الدكتورة العراقية رويدة الشجيري صارت رئيسة قسم جراحة القلب في مستشفى هارو في لندن
٤.الدكتورة العراقية بلقيس عادل رئيسة قسم زراعة الكلى في مستشفى إيلنك في لندن
ولم تسأل المؤلفة عن سبب اختيار الحكومة البريطانية الدكتور العراقي آرا درزي ليكون وزير الصحة في بريطانيا وقام بتطوير نظام الصحة في بريطانيا نظام ال NHS وبعد ذلك صار كبير المستشارين للملكة إليزابيث ولم أصبح بروفيسور ورئيس قسم الجراحة بالطب في كلية لندن الإمبراطورية و صار يحمل لقب سير و لورد
و العراقيات يفتخرن ان ملكة بريطانيا إليزابيث كرمت الدكتورة العراقية نسرين علاء الدين العلوان البروفيسورة في كلية الطب جامعة ساوث هامبتون لدورها المتميز في تطوير المستوى الصحي في بريطانيا
وكذلك الملكة إليزابيث كرمت الدكتورة العراقية نورا العاني الأستاذة في جامعة كامبريج العريقة, و نورا العاني رائدة في علم الإجتماع و مشرفة على المنظمات الإجتماعية في مدينة كامبريج البريطانية
العراقيات في لندن تفوقن وأصبحن طبيبات ورائدات بالمجتمع البريطاني واستاذات في الجامعات البريطانية العريقة، لا اعرف اذا كانت المؤلفة دخلت يوما بوابة اوكسفورد أو كامبردج!!
مسلسل اسمه دفعة لندن وتظهر فيه العراقية في لندن تشتغل خدامة عند الطالبة الكويتية! لا يشرفنا ان نشاهده لان القصد منه واضح ومثلما يقول اخواننا المصريون المكتوب يقرا من عنوانه.
* كاتب واكاديمي من العراق استاذ القانون والنظم السياسية.