لم يكن توقيع اتفاق عودة العلاقات السعودية الايرانية في بكين مفاجئا لاحد بعد مرور شهور عديدة على اضاءات صحفية مقتضبة عن وجود لقاءات واجتماعات بين الحانبين السعودي والايراني في بغداد ومسقط. اود ان اعلق على الحدث وفقا للمعطيات التالية.
اولا.. هو تاكيد على النهج الذي يريد ترسيخه في السياسة الخارجية السعودية سمو ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان والذي يتسم بالفعالية والدينامية التي تجسد رؤية الامير محمد بن سلمان في صنع قراراته في توقيتاتها وفقا لحسابات دقيقة وعدم الانعزال عن تفاعلات الساحة الدولية شديدة السيولة والمتغيرات.
ثانيا.. ترسيخا لمنهج المملكة الثابت في عدم التدخل في شؤون البلدان الاخرى الداخلية وان اختيار انظمة الحكم هي مهمة الشعوب فقط.
ثالثا.مراعاة لمبدا حسن الجوار والتوجه نحو التنمية وتخفيض حدة الصراعات في المنطقة والبحث عن حلول لها عبر الحوارات وتبادل المصالح الاقتصادية.
رابعا. ان قيادة المملكة وبحنكتها المعروفة وتراكم خبرتها في شؤون وشجون المنطقة تدرك ان المتغيرات والضغوط تصنع متغيرات وترسم مسارات ورغم ثقل الملفات مع ايران وتوغلها المزعز للاستقرار فانه من الحكمة السياسية ان تدفع باتجاه الحوار واعادة التمثيل الدبلوماسي الى طهران هو اجراء طبيعي بين الدول حتى في ضل الحروب لانه يتيح قنوات اتصال وتبادل اراء ونتذكر جميعا بان العراق ايام عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين رحمه آلله وخلال حرب الثماتي سنوات الضروس وحتى عندما احتلت ايران الفاو بقيت للبلدين بعثتين دبلوماسيتين في عاصمتي كلا منهما. وانا دائما من انصار مبدا ان الحضور على قلة عائده افضل من الغياب!!
خامسا. ان اختيار الصين وما تمثله من ثقل دولي واقتصادي وتاثير سياسي وروابط ممتازة مع البلدين سوف يسهم في وجود طرف ضامن لتتفيذ الاتفاق على الاقل شاهد قوي وسط تطورات ربما ستكون سريعة على الملف النووي الايراني سواء كان ذلك قبول ايراني باتفاق قوي او حتى توقع ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران..
* كاتب واكاديمي من العراق
.