لقد صدع الإعلام الأمريكي خصوصًا والإعلام الغربي عموما رؤوسنا بمفاهيم حرية التجارة والاقتصاد الحر ونظرية العرض والطلب وكلها مفاهيم اقتصادية تشكل مسلمات بالنسبة للنظم السياسة الاوربية والولايات المتحدة الامريكية .
لكن عندما يتعلق الأمر بموضوع النفط الذي تكتنز منه أمريكا في جوفها الكثير وتبيعه شركاتها البترولية المعروفة بالأسعار والكميات التي تقررها دونما تدخل أو ضغوط بسبب ان المجمع الصناعي النفطي العسكري هو من ياتي بأغلب الطبقة السياسية الحاكمة في أمريكا.
وخذ مثالًا أمس يصرح الرئيس الأمريكي جو بايدن مخاطبًا شركات النفط الامريكية بمنطق عتاب المحب كفاكم فقد شبعتم أرباح لكن الصورة تنقلب عندما تقرر منظمة الأقطار المصدرة للبترول أوبك وبقرار جماعي نادر تخفيض الإنتاج بنسب معقولة مبنية على أسس اقتصادية مدروسة بهدف المحافظة على استقرار الاسواق والاسعار وكذلك حق هذه الدول في التنمية وتطوير بنيات بلدانها التحتية والصناعية وهنا تتحول إدارة بايدن إلى زعامة عالمية تشعر بالدوار ومشكلة في أعلى الراس هو نوع من الغطرسة والتهديدات أو قل الضغوط وتنصب كل تلك السهام الطائشة فقط نحو المملكة العربية السعودية بينما أوبك فيها أكثر من خمسة عشر عضوًا.
كل دول أوبك قالت بصوت واحد أنه قرار جماعي لا علاقة له بتأثير المملكة أو دولة الإمارات العربية إلا أن رجال الكونغرس والصحافة والإدارة تريد أن تعلق فشلها وتخبطها هذا على شماعة المملكة ونست هذه الإدارة المعادية أصلًا للعرب منذ زمن والتي اتسمت مواقفها دومًا بالسلبية نسيت ان الزمن غير الزمان السابق والعالم تغير وفي المملكة قيادة صلبة لا تستجيب للضغوط عندما يتعلق الأمر بالمصالح العليا وقرار المملكة المستقل.
صحيح نحن جزء من النظام الدولي وهناك منافع وتبادل مصالح وفي نفس الوقت هناك سياسات تتطابق أحيانا وتفترق في احيان أخرى ولكن اليوم نحن لا نرى من هذه الإدارة المخيبة للآمال غير التلميحات والضغوط والتهديد للتعويض عن فشلها في إدارة ملف الحرب بين روسيا واوكرانيا والملف النووي الإيراني والتوغل الإيراني في أربعة اقطار عربية فالمملكة في سياستها تقف على الحياد وتنهج نهج إنساني في تقديم المساعدات للشعوب الأخرى ولا يمكن تسييس الملف الإنساني لأن العلاقات ترتكز على مباديء راسخة في السياسة الخارجية السعودية وتقوم على عدم التدخل واحترام سيادة الدول وتبادل المصالح المشروعة.
مستر بايدن لقد ولى زمن التهديد والابتزاز فالحوار والمواقف الإيجابية بوابة سالكة إلى الرياض التي باتت اللاعب الاقوى في سوق الطاقة ونحن نقول لك النفط سلعة حالها حال سيارات الشوفرليت والسلاح والهمبرجر ووادي السليكون وقيادتنا حريصة على تنمية ثروة الأجيال والنفط سلعة ناضبة ستجف يومًا ولكن سنجد أن رؤية سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد أثمرت زراعة وصناعة وتجارة واقتصاد مزدهر.
* كاتبة وباحثة سعودية