إن تبليغ رسالة الإسلام من أفضل الأعمال ، ولكن يجب في ذلك الاقتداء بمنهج السلف الصالح الذين رضي الله عنهم لحسن نواياهم ، وصدق عزائمهم .
الدعوة الإسلامية هي دعوة عالمية لأن الله ارسل رسوله رحمة للعالمين ، فكانت دعوته مبنية على الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ففتح الله له الدنيا ، ودخل الناس في دين الله أفواجا.
فلما كانت الدعوة الإسلامية القيام بها أمر عظيم في حياة المسلم ، لم يترك الإسلام ذلك الامر دون تقييده بضوابط معينة لمن يريد الخوض فيه ، فجاء القرآن الكريم مؤكدا ذلك بقوله تعالى ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) سورة التوبة(١٢٢).
فمفهوم الآية الكريمة يقتضي التفقه في الدين من خلال دراسة النصوص الشرعية من الكتاب والسنة، وفهم معانيهما فهمًا سليمًا بعيدًا عن الغلو والتطرف .
لقد جعل الله المملكة العربية السعودية بقيادتها الرشيدة الحكيمة منذ التأسيس على يد الملك عبدالعزيز ال سعود -رحمه الله - إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان - حفظهما الله- هي رائدة التضامن الاسلامي لخدمتها للحرمين الشريفين ، فجعلت تبليغ رسالة الاسلام هي المهمة الاولى في سياستها .
نظرت السعودية إلى التعليم والثقافة نظرة واضحة في نشر الإسلام ، ففتحت الجامعات لاستقبال أبناء ألعالم باسره دون استثناء لتهيئتهم تهيئة صحيحة في تلقي العلم من ينابيعها الصافية في ارض الحرمين الشريفين ، ليعودوا إلى بلدانهم دعاة سلام وقادة إصلاح ، وشهد العالم ذلك ، فكان من بينهم اليوم رؤساء ووزراء وسفراء وخطباء ، والفضل كله للملكة العربية السعودية بعد الله تعالى .
وتلك الجامعات السعودية التي تخرج منها أولئك الأبناء كانت محدودة منذ تأسيس المملكة العربية السعودية الى آخر الثمانينات ، وهي سبع جامعات ( : ١- جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ، ٢- الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، ٣- جامعة الملك سعود بالرياض، ٤- جامعة الملك عبد العزيز بجدة ، ٥- جامعة الملك فيصل بالاحساء ، ٦- جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران ،٧- جامعة أم القرى بمكة المكرمة ).
واليوم قطعت السعودية مسافة كبيرة في تاريخ التعليم فيها فبلغت جامعاتها ٤٢ جامعة ، منها ٣٠ حكومية ، و ١٢ أهلية .
ولم تكتف المملكة العربية السعودية بدورها في الداخل فقط دون الخارج في دعم سياسة الحركة التعليمية في نشر الإسلام بالوسطية والاعتدال ، فأنشأت الملحقيات الثقافية والدينية السعودية التابعة لسفاراتها في الخارج لتكون هي المعبرة عن المملكة في المحافل العلمية والثقافية والدينية ، وتم ذلك في مناسبات كثيرة منها اليوم السعودي في اليونسكو بباريس ، كل ذلك مما جعلت الملكة العربية السعودية تنال شرفا وتقديرا لدى المنظمات والهيئات الدولية .
ولو رجعنا إلى التاريخ نجد أن جميع ملوك المملكة العربية السعودية حرصهم دائما خدمة الاسلام والمسلمين في كل مكان ، فكانت للمراكز والمساجد دور كبير في ذلك ، ولها دورها منذ التأسيس إلى يومنا هذا في دعم الوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف والارهاب.
ومن أبرز المراكز الثقافية الإسلامية والمساجد العالمية :
١ - المركز الإسلامي في أبوجا بنيجريا
٢- مركز ومسجد الملك فيصل بغينيا كوناكري
٣-مركز الملك فيصل في جزرالمالديڤ
٤-المركز الإسلامي في طوكيو باليابان
٥ - المركز الاسلامي الإندونيسي
٦- المركز الإسلامي في جنيف
٧- المركز الاسلامي في مدريد بأسبانيا
٨- المركز الاسلامي في روما
٩- المركز الاسلامي في أدنبرة
١٠- المركز الاسلامي في واشنطن
١١-المركز الإسلامي في نيويورك
١٢- المركز الثقافي في في هاريسون بنيويورك
١٣- المركز الثقافي في شيكاغو
١٤- المركز الاسلامي في لوس انجلوس جنوب كاليفورنيا
١٥- المركز الاسلامي بمدينة تورنتو بكندا
١٦- المركز الاسلامي في مدينة كوبك بكندا
١٧- المركز الاسلامي في برازيليا
١٨- المركز الإسلامي في بيونس أبريس .
ومن المساجد التي شيدتها السعودية :
١- جامع الملك عبد العزيز في تونس
٢- مسجد الملك فيصل في انجامينا بتشاد
٣- مسجد بماكو بمالي
٤- جامع بازندي الكبير في الكامرون
٥-مساجد الصين الشعبية
٦- مسجد خادم الحرمين الشريفين في جبل طارق
٧- مسجد مسجد عمربن الخطاب في لوس أنجلوس
٨- مسجد أوتاتو
٩- مسجد كلجري .
هذه جهود سعودية في نشر الإسلام بالكلمة الطيبة التي تخرج من منبع الإسلام ومهبط الوحي ومأوى أفئدة المؤمنين .
إذا كانت ايران منذ ثورتها المجوسية الفارسية التي نادى بها الخميني منذ ١٩٧٩ الى يومنا هذا فلم نشهد سوى نشر الفساد وتدمير الاوطان وتصدير الإرهاب ، فإن المملكة العربية السعودية منذ ٩٢ عامًا الى يومنا هذا قامت بخدمة الانسانية جمعاء دون النظر الى لون وانتماء ، وظهر ذلك في مراكزها الثقافية العالمية التي يشهدها القاصي والداني .
إمام وخطيب المركز الثقافي الاسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا