كلنا نعرف أن إبرة الميزان مؤشر يشبه عقرب الساعة من الحديد يكون قائما في المنتصف تماما عندما تتساوى كفتي الميزان، وهي تعني الإنصاف والعدالة حتى أن وزارات العدل اتخذتها شعاراً لها.
وبين من ينشد العدالة وينادي بها ويطبقها، وبين من يتخذها مجرد شعار يريد من الآخرين والدولة والمجتمع تطبيقه، بينما هو لم يعدل حتى مع نفسه فضلاً من أن يعدل مع غيره، يكره الظلم ويقترفه، يكره الكسل ويمارسه، يكره العداوة ويعادي، يكره الخيانة ويخون، يكره التنطع ويتنطع، يكره (الهياط ويهيط)..... إلى آخره.
ولمن يستوعب سواء من الكبار أو الشباب أو الصغار ومن المتعلمين وأنصافهم وحتى العامة، فإننا دخلنا في نظام عالمي جديد تم المضي فيه على جميع المستويات وفي كل الدول، ولم يعد هناك خيار للانطواء والانعزال والتقوقع لمجتمع عن آخر، ولا لفئة عن أخرى فالعالم مع تطور وسائل النقل والتكنولوجيا أصبح منظومة واحدة (أثبتته كورونا لكم)، كما تثبته التغيرات المناخية حاليا في أرجاء المعمورة، وستثبته الأوبئة القادمة، وقد تعلمنا من اهلنا ونحن صغار قولهم :( الخير يخُص، والشرّ يعم)، وأمام هذه المتغيرات المتسارعة التي استوعبنا قليلها!!!! ولم نستوعب كثيرها بعد!!!!، وأحدثت فينا ما أحدثت، من توترات وقلق داخلي وخارجي وخوف ورعب أحيانا، الأمر الذي بعث فينا كثيرا من الاطمئنان، وهي الثقة بالله ورحمته بنا، ثم بالقيادة لدينا هنا في المملكة العربية السعودية ( كونها اصبحت صمام امان لنا وللمنطقة )، ولنا امل في حكمة بعض الزعماء والقادة في الدول العربية وبعض قادة الدول الأخرى، وحسن النوايا والظنون بهم، وإدراكهم للوضع العالمي ومحاولة السير وفق استراتيجيات وخطط من شأنها أن توجد شيء من الاستقرار حتى وإن كان بطيئاً، وتجاوز بعض الصعوبات والخلافات، وإن كان في بعض الحلول تضحيات جسيمة، لكن لابد منها.
وعادة ما تكون هناك حلول بديلة، تكون تضحياتها أكبر وأشد إيلاما، ويتم اللجوء إليها في حالة عدم نجاعة الحل الأمثل، فلو افترضنا جدلا أن فإيروس كرونا مخلّق وكان الهدف منه تقليل سكان العالم للخوف من المجاعات وتقليل الانبعاثات (كما أشيع)، وفشلت الخطة ولم يحقق الأعداد المستهدفة!!!
فإن الخطة البديلة لربما إقامة حرب تكمل بها العدد المستهدف، وليس شرطا أن تكون في المناوشات التي تجري حاليا في شبه جزيرة القرم وحدود أوكرانيا، لكوننا طيلة العقود الماضية اعتدنا منهم أن تقام الحرب بالوكالة على أرض عربية وبتمويل عربي، والوقود والضحايا من العرب وقلة قليلة من غيرهم.
المنظمات العالمية هنا يجب أن تكون إبرة الميزان القائمة، وكذلك هيئة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والدول، والقادة، والزعماء، رغم عدم تعودنا منهم على ذلك من قبل .
لننتظر قبل الاستعجال في الحكم، لنرى هل حقا فشلت الخطة (أ)، وسيتم الانتقال للخطة (ب)، سواء غدا أو بعد سنتين تقريباً.
ولأن المتغيرات متسارعة والنظام العالمي الجديد يطبّق، ونعيش المرحلة الانتقالية، ومن أجل أن تمر المرحلة بلا أضرار أو ضحايا وبقلق اقل، فنحن أحوج ما نكون لإبرة الميزان والعدالة وبخاصة في الأسرة وقادتها (الأب والأم)، كما أن الفرد يجب أن يكون معتدلا وسطيا مع نفسه وأهله ومجتمعه وحتى في تدينه، فديننا سهل ميسر وقويم، والتمسك به لا يعني العداوة والنبذ والانتقام من الآخرين ،وبخاصة الأسوياء المعتدلين من الأديان والنحل والمذاهب الأخرى ، والذين امرنا ديننا ببرهم والعدل معهم قال تعالى في سورة الممتحنه :
{لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ}.
فغير المسلم ليس عدو لنا رغم اختلافنا معه عقديا ،وتعاملنا المهذب معه يدعو الآخر لديننا سلوكياً , فهي الطريقة الأكثر تأثيرا وجذبا واقناعاً ( وهي الطريقة التي انتشر بها الإسلام)، فحكّموا واقسطوا في الميزان ، لتستقر الحياة اسريا ومجتمعياً وعالمياً.
- 15/05/2024 الحكومة السلوفاكية : محاولة اغتيال رئيس الوزراء السلوفاكي
- 15/05/2024 ٣ شبكات كهربائية عربية تسوق فائض الطاقة للأسواق العالمية
- 15/05/2024 الإحصاء “ارتفاع أعداد الركاب في مطارات المملكة بنسبة 26% لعام 2023م
- 14/05/2024 انجاز 40% من المرحلة الأولى لمشروع الربط بين السعودية ومصر والوصول الى 3 الاف ميغا بنهاية 2025
- 12/05/2024 “أربيان يوتوبيا ” الذراع الإعلامي لتعزيز مبادرات الرعاية الاجتماعية والتوعية الصحية.
- 12/05/2024 اللجنة التوجيهية للسوق العربية المشتركة للكهرباء تعقد اجتماعها الثاني بالمنطقة الشرقية … غدا الاثنين
- 11/05/2024 المستشار أحمد العمودي يحدد أهم 10 عناصر تنافسية للشركات والمنشآت والمشاريع
- 11/05/2024 نائب وزير السياحة والآثار لشئون السياحة والرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي يعقدان لقاءات رسمية ومهنية خلال المشاركة في سوق السفر العربي ATM
- 11/05/2024 وزارة الخارجية: المملكة ترحب بتبنّي الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية الساحقة قراراً يقرُّ بأن دولة فلسطين مؤهّلة للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة
- 09/05/2024 البنك المركزي السعودي يُطلق خدمة “استعراض حساباتي البنكية” للعملاء الأفراد أطلق البنك المركزي السعودي “ساما” اليوم
عبد الرحمن عون.
إبرة الميزان
Permanent link to this article: https://aan-news.com/articles/274675.html/