الصالون الأدبي كان يشمل كوكبة من أدباء البلد بحيث يفيد كلاً منهم الآخر .كان الخبير يساعد الجديد بالتقدم و الانتشار
على سبيل المثال
مجلة روز اليوسف كانت تعتمد على توصيات صالونات الأدباء و منها وصل الشاعر السوري نزار قباني الى الأضواء . ملتقى الثلاثاء للأديبة مي زيادة كان منبر للأدباء وكان صالونها معبر أساسي لكل أديب حتى ينتشر .
الان أفل نجم الصالونات وأصبحت مهملة لانها لا تفيد الأديب للاسف في الوصول لأهدافه، فدور النشر أصبحت هي صاحبة اليد العليا، التي تبحث عن ارقام فلكية للمبيعات متجاهلين الجودة ، لذا اصبحت مادية بحتة و كل من يملك المادة، يستطيع ان ينشر كتابه بدون مراجعة حقيقية للمحتوى واهتمام اصيل برسالة الادب. اما بالنسبة الى الجرائد والصحف ، فقد اصبح لها صالونها الخاص المحتكر منهم، فمن يريد الوصول لتلك الصحيفة فعليه الاعتماد على نفسه ويتصل بهم وهكذا يصل للمستوي الذي يطمح اليه.
يفترض بالصالونات الأدبية ان تكون إيجابية و ذات وجة نقد بناء، لكن للاسف بسبب الاهمال العام للثقافة في الوطن العربي، اصيبوا بالإحباط وتفاقم للنقد السلبي لمن يكتب بينهم . لذا ابتعد الكثير من الكتاب الجدد عنهم ونسقوا مع دور النشر مباشرة والمشاهير للوصول للجماهير واضمحل دور الصالونات الأدبية كثيرا.
تعرض الادب العربي للإهمال من الاعلام ودور النشر و صناع السيناريو والسينما اللذين بامكانهم تحويل رواية رائعة الى تحفة سينمائية عالمية لو تظافرت الجهود.
الامر الاخر هو تركيز الروائيين العرب على الدراما والقضايا الاجتماعية والتاريخية ، فهذا ما تطلبه منهم قطاعات الفن السابع الحالية .لذا ، اهمل الروائي انماط اخرى من الكتابة مثل ، ادب الجريمة والرعب والغموض وقصص الاطفال و الفانتزيا، رغم ان هذه الانواع تنتج مسلسلات وافلام ناجحة عالمية مثل "التحول للشر " او "صراع العروش" وهي ما تستحوذ على النسبة العليا من نشر الروايات الغربية العالمية .
رغم ذلك ، ظل الادباء العرب عبر التاريخ يكتبون روايات عميقة تليق ان تتحول للعالمية لو وجدت من ينتشلها من الغرق او ينفض عنها الغبار. لو ركزنا على قصص الاطفال مثل علي بابا او السندباد او علاء الدين ، نجد انها لم تصل الى العالمية الا حين لمحها صناع السينما الغربيين . وهناك العشرات من تارثنا التي تنتظر دورها للانطلاق مثل الشعراء الصعاليك و علي الزيبق وسيف بن ذي يزن فاين دور المنتج العربي للسينما
الرواية العربية حتى تكون عالمية ، لابد ان تتجاوز الحاجز اللغوي التي لا تتأثر لو ترجمت إلى لغات اخرى. لذلك يجب عليها ان تركز على القضايا الانسانية والأحداث المحكمة والحبكة المفاجاة والحوارات الثرية بالمعاني وليست بالالفاظ اللغوية العسيرة . هكذا وصل حنة مينة ونجيب محفوظ و الطاهر بلجون والطيب صالح وغيرهم .
لا زلت اراهن على الجيل القادم انه سيكون ذا نظرة فنية ثاقبة ، تعي ما تنتج وتصل باعمال الادباء الى العالمية ومنها نضع بصمتنا على العالم كادباء عرب.
م علي الماجد
