الحمد لله أن أنزل الله الداء ليبتلي خلقه ليظهر من يصبر ومن يشكر! وليس لنا حيلة الا الصبر والشكر فما مناص لابتغاء الأجر والثواب إلا الصبر والشكر ومن فضائل الشهر والحجر أن أوردت هاشتاقا بتويتر اسميته" من أدب الحجر "تناولت فيه أقوال بعض الشعراء وماجادت به قريحتهم وأستحسنها من استحسنها فأورد لها "اللايكات " وكذا "الرتويتات"وذلك مماغمرني بسعادة غامرة .
لكن مالبثت أن تبددت تلك السعادة بعد أن تذكرت تلك القرية الآمنة المطمئنة القابعة على ضفاف الوادي والتي بليت إحدى مساجدها "بإمام " لا يكاد يبين ولا يجيد القراءة وأننا ذات رمضان استبشرنا بأن أتى بمؤذن صدح بصوته في الآفاق فخرجنا من بيوتنا على غير العادة متحلقين بالمسجد ننظر إلى تلك المنحة التي منحنا إياها ، وزادت صدورنا إنشراحا وإبتهاجا عندما يتخلف الإمام الرازح على صدورنا أزمنة مديدة وأعواما عديدة بصوته "الاخنف" * ويتقدم ذلكم الشاب الوضئ الوجه "المحراب " والذي زاده الله بسطة في العلم والجسم وميزه الله مع حسن السمت علاوة على بيئته القرآنية صوت سماوي يحلق بك بتراتيل ومقامات بعيدا في سماوات لا تريد أن تبرحها إلى غيرها ،
ينقلك من عالم أرضي إلى عالم من التفكر والتأمل والخشوع في لحظات لا تريد لها إلا أن تطول وتطول وتطول .....
فتحلق حول صوته الناس زرافات و وركبانا غير آبهين ببعد السفر وطول النأي حتى لو تقطعت آباط الأبل في سبيل ذلك.
فثبت لدينا بما لايدع مجالا للشك غِيرة "الشيخ الأخنف " من ذلكم الوضع ورأى أنه يسحب البساط من تحته خاصة وأنه يسمع كلمات الثناء من "جماعة المسجد" تسدى إلى ذلكم الشاب القارئ،
وكعادة كل أعداء الخير والجمال وإكتمال الصورة حتى في بيوت الله "طفش"الامام ذلكم "الكروان " وأبعده بطريقة هادئة وأتى لنا ب"أخنف صغير " هههههههههه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فتفأجأ الجمع وولى الدبر وطار حمام المسجد وحزنت المآذن وخفت الجموع والركبان وهو غير آبه بتلك التغيرات لأنه يرى بزوال المحراب زوال المنفعة والسلطة وكأنه منصب دنيوي فقط.
ومضت سنتان وذلكم "الأخن" *يتقدم المشهد ولم يحل بيننا وبينه إلا أن تسيدت المشهد السيدة "كورونا" ولولا كورونا لظل المشهد يتكرر بلا رقيب ولا حسيب. ...انتهى .
الجمعة ٢٢رمضان ١٤٤١
aboasil1967@gmail.com
الأخنف:وجاء في معجم المعاني ان معنى خنِف فلانٌ: أصابه ضيق في تجويف الأنف فينطق الأصوات الأنفيَّة كالمزكوم يغلب على نُطقه الخَنَف.
الاخن :الأخن: الأغن أي المسدود الخياشم ،معجم الرائد.