البعض يعتقد أن إدارة أزمة كورونا الجديد تشبه الأزمة الإقتصادية المالية التي حدثت عام 2009 , لكن الأمر مختلف تماما , فالأزمة الجديدة لا تمس الاقتصاد فقط بل باتت تهدد حياة الفرد على نطاق واسع من العالم , وتتحكم في طريقة أسلوب حياته اليومية.
فطرق إدارة الأزمات لدول العالم ما بعد كرونا ستختلف تماما عما قبلها , لذلك بدأت كثير من الدول في التعاطي مع هذا الأمر في أكثر من جهة , وبدأت مرحلة التغيير لمختلف نواحي الحياة بها وبالأخص أنظمتها , والتحول الرقمي وأنترنت الأشياء والأتمتة والاعتماد بشكل شبه كلي على الذكاء الاصطناعي .
فأزمة كورونا جعلت كثير من الأنظمة والدول تقف عاجزة عن التعامل مع باقي نواحي الحياة بها وتوقفت تماما بالرغم من تقدمها التكنولوجي والصحي والسبب في ذلك أنظمتها التي تعتمد بشكل أكبر على الإنسان ولم تواكب تلك التطورات.
التغيير لن يكون في الأنظمة والتجارة والاقتصاد فقط , بل سنكون نحن كأفراد جزء من هذا التغيير , لأن التغيير هو منظومة كاملة هدفها الفرد لذلك نحن جزء هام من هذه المنظومة .
سنعتمد مستقبلا في كل نواحي الحياة على الأنظمة الذكية , وسنكون مرتبطين فيها بشكل مباشر من خلال تطبيقات وأجهزة مرافقة لنا بشكل مباشر وربما سنزود بشرائح الكترونية , ولعلها تكون إلزامية هدفها تسيير أمور حياتنا , وتصبح جزء هام منا وتكون رفيقة لنا نحملها معنا أينما ذهبنا , ونكون ضمن هذه المنظومة لتتعامل معنا كرقم فما حياتنا كلها إلا " أرقام " .