" أحياها" الأمير حسام عندما تصدى لمهمة إقناع ذوي الدم بالتنازل عن حقهم الشرعي في قضية الأخوين الغبيشي ، الذَين كُتبت لهما حياة جديدة بفضل الله ثم بفضل الحسام وتنفسا وذويهم الصعداء بعد ضنكٍ تراكم خلف القضبان على مدى أكثر من عشرين عاماً ؛ فشكراً للأمير ولمن ساند الأمير بعدد كل فرحةٍ انطلقت من خلف الاضلع والقضبان ، أو ارتسمت على الثغور وفي ثنايا الأحضان .
حقيقة هناك فرق بين ان يتبنى الأمير الإنسان حسام موقفاً خيرياً او يتصدى لقضية إنسانية متصلبة او يطوّْع المال لرأب صدعٍ ما وبين أن يعدل اعوجاج مسار عمل جمعيةٍ خيرية أو مسار مهام لجنةٍ ما أو تسويف قاضٍ ما . فالفرق واضح ومؤشر تفاعل الناس مع القضية التي يتصدى لها الحسام دليل على ذلك . فخلال الفترة الماضية وحتى الآن تبرز العديد من المشاهد الإنسانية على متن (سنابات) المشاهير ؛ فهذه امرأة سجينة في مبلغ زهيد وذاك مديون بمبلغ مالي خلف القضبان لم يعلم عنه احد ، وهناك طالب جامعي يئن من الدين ناهيك عن الاحتياجات المالية لذوي الاحتياجات الخاصة الذين اصبح بعضهم يتعكز على إعاقته ويتنقل بين الجهات المسؤولة لاستجداء حقه .
وماذا عن المتعففين ؟؟
المتعففون بعضهم ظل أسيراً لتعففه ردحاً من الزمن لايسأل الناس إلحافاً حتى تكالبت عليه قوى الحياة المادية فحطم جدران التعفف ومد كف الاستجداء ، والبعض الآخر لايزال يقاوم حتى اللحظة وإذا لم تفطن له جمعية خيرية او لجنة مكلفة فسيحطم هو الآخر القيود ويصرخ .
الباحة جغرافيتها صغيرة وسكانها قليل وتعدادهم في تناقص ؛ والجمعيات الخيرية فيها منتشرة وفي تزايد وأخالها اكبر من حاجة المنطقة أصلاً ومعظمها تستقي مواردها من الأوقاف أو انها في طور ذلك رغبة منهم في تأمين ايرادات آمنة وثابتة طوال العام . والسؤال لمن تلك الأموال ؟؟؟ هل للسائل والمحروم حق فيها ؟ او للضعيف والمكلوم ؟ أو المديون والمهموم ؟ أو ليس جميع ماسبق ؟؟
إذا حسبنا المسألة بحساب منطقي وأخذناها بفكرة : المدخلات والمعالجة والمخرجات ؛ فالمدخلات جيدة كما يُعلن فهنا تبرعات وهبات وهناك اوقاف وإعانات والمخرجات لاتتواءم مع المدخلات اذن المشكلة هنا في المعالجة ، فنحتاج ان نغير المفاهيم او نغير الأشخاص او نغير الآلية ، وهذا لايأتي بورش العمل واللقاءات والدورات فهي استهلاك للمال والوقت ، ولكنها تأتي بفرض آلية جديدة على الجهات الخيرية لاتباعها ومتابعة ذلك باستمرار ورصد مؤشر الاداء وإعلانه بشكل ربع سنوي .
اناشد سمو الحسام ان يسمو بعمل الجهات الخيرية التي تُعنى بمساعدة المحتاجين ، فعطاؤه السخي الذي ابلج فجر الابتسامات على وجوه البؤساء فعلٌ لا يمحى من الذاكرة ، وأرجو ان تحسم طاولته المشهودة أمر الجهات الخيرية وتردم الهوة .