أحد الأشخاص ذكر لنا حادثة في مجلس، وهو أنه قد ذهب لحضور مناسبة زواج في إحدى صالات الأفراح ببلادنا الحبيبة. تقع صالة الأفراح وسط منطقة سكنية وبسبب الازدحام اضطر لإيقاف سيارته أمام أحد البيوت وكله حرص أن لا يكون أمام باب الكراج أو باب البيت. حين أنتهي من حضور المناسبة وقد ملأ بطنه بما لذ وطاب، فوجيء و قد صب صاحب البيت صبغا ابيضا على سيارته الخضراء ! كانت الساعة في منتصف الليل و الحمدلله كان الصبغ من النوع الرديء وتكفلت المغسلة بإعادة السيارة كما كانت. ما أن ذكر قصته، حتى توالت القصص المرعبة من الحضور، من "تفشيش التواير" إلى سد الطرق إلى الشكوى عند الشرطة وكلها من جيران تلك البيوت.
ألا يكفي توصية الحبيب على الجيران وحتى سابع جار ! و ألا يكفي الأحاديث عن حماية حقوق الجار والإحسان إليه حتى إلى درجة أن ظن الصحابة أن الحقوق تصل الى الإرث!
ألا يمكن احتمال هذه المناسبات من الجيران وغالباً تكون قليلة ونادرة حتى تنقضى. على الأقل على المتضرر وضع ورقة تحذيرية بدلاً أن يشاع عنه أنه مؤذي لجيرانه. وغالباً أمثال هؤلاء تكون الانانية صفة لصيقة لهم. مثال أخر، البلدية قامت مشكورة بوضع حاويات للقمامة أمام معظم البيوت، فما النتيجة؟ دفع تلك الحاويات إلى بيت العزاب أو الأجانب التي تعكس صورة سيئة عن أهل البلد.
نعم هناك عبأ يقع على عاتق جيران المساجد أو المدارس أو صالات الأفراح و لكنه مؤقت و الصبر عليه له أجراً كبيراً، فما بالك لو كان المكان محل عبادة؟ إن صبر الجار على تلك الأمور لهي في ميزان حسناته و سوف يشارك في الأجر بلا شك . كما يجب على صاحب المكان الذي سبب الازدحام أن يضبط صوت مكبارته فلا تكون عالية جدا إلى درجة إزعاج الآخرين و إختيار أشخاص عرب ذوي حناجر جميلة حتى يدخل صوت الإسلام في البيوت بشكل صحيح يعمق من حب الدين في قلوبهم و حتى الصغار منهم. "حق الجار جار لو جار "والله الموفق.