الإعلام وسيلة للتواصل والتقارب بين البشر قديما وحديثا، فما دام الأمر كذلك فلن يستطيع الإنسان الإنعزال عن الحياة بكافة أطيافها السياسية والدينية والثقافية والإقتصادية والإجتماعية .
فمنذ أن وجد الإنسان في الكون ، بدأ يبحث عن الكون الذي يعيش فيه، فلم يجد من يدله إلى معرفة ذلك سوى متابعة الأخبار من هنا إلى هناك.
سواء بالقراءة أو السماع أوالمشاهدة .
وعندما نقول أن الإعلام أمره قديم ، يتبين لنا كمسلمين موقف سليمان عليه السلام في قصته مع الهدهد ،لما قال له( أحطت بما لم تحط به، وجئتك من سبأ بنبأيقين).
فالحاصل أن الهدهد يملك سلسلة أخبار تتميز بالمصداقية ، وهو المحيط بها والمبلغ عنها.
فكان رد سليمان عليه السلام (سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين).
فسليمان عليه السلام أراد أن يعطينا درسا للتحقق والتثبت والتأكد من الخبر صدقه من كذبه.
وللأسف الشديد ظهرت جهات ومؤسسات تنقل الأخبار دون التحري والتثبت ، مما يصل إليه الأمر من إقامة حروب وفتن بين الدول والشعوب جراء ذلك .
ومن بين تلك المؤسسات الإعلامية المضلة المضللة قناة الجزيرة التي ظهرت في أواخر القرن الماضي، واستبشر المواطن العربي بالقناة العربية الجديدة التي تنقل الخبر إلى العالم من الدوحة في قطر عبر مكاتبها ومراسليها بكثافة ، فبتعددوتنوع برامجها التي لم يكن المواطن العربي يشاهدها من قبل ، استطاعت القناة التغلب على إرادته حتى وصل الأمر على أن مالم يشاهدها على الجزيرة فلم يكن يصدقها .
والقناة قامت بترويج بضاعة الكذب والإفتراء على كثير من الدول حتى تحاربت بدون سبب، فكانت الجزيرة هي الجهة المحرضة.
وما يسمى بالربيع العربي الأمر أدهى وأمر أنها هي القناة العربية الوحيدة التي استغلها الغزاة بالترويج والتضليل للوصول إلى غاياتهم وأهدافهم باسم الحرية والدين .
ومن أسوأ وابشع وأقبح برامجها الاتجاه المعاكس ، ذلك البرنامج الذي ينتهي في آخره بالشتم والسب بين المختلفين بعد ماكان الإختلاف فكريا يصل عرقيا كالليبراليين والمتشددين .
فالجزيرة تختلف عن غيرها من القنوات الإعلامية شكلا ومضمونا ، هي القناة الوحيدة التي تسبق الحدث قبل الحدوث للحديث عنها كأنها يوحى اليها ، مع أن التغطية الإعلامية ينبغي أن تكون بعد الحدث لنقل ماجرى وما يجري للمشاهد .
وإن أشد أسوأمن تتهجم عليها الجزيرة المملكة العربية السعودية في جميع شؤونها ، فوصل إليها الأمر أنها هي القناة الصغيرة بحجمها ولمن يمولهالاترى أن المملكة العربية السعودية كبيرةله مكانة دينية وثقافية وسياسية واجتماعية .
وهاهي الجزيرة اليوم تمارس مهنتها في إثارة الفتنة وإشعال نيران الحرب تتسارع في محاكمة الرئيس السوداني المعزول عمر البشير بمزاعم على أن البشير تلقى مبلغا ماليا نقديا بلغ ٩٠٠ مليون دولار من العاهل السعودي .
مامنزلة الجزيرة في قضية تحت العدالة حتى تتدخل فيها؟ ياقناة الفتنة : إن المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها انفقت الكثير والكثير من أموالها دون طلب جزاء أو شكر ، لكن إيمانها بواجبها نحو المسلمين في العالم للتعاون معهم والوقوف معهم في السراء والضرا، هوالدافع الى ذلك .
وتعاونها لاتقتصر على الدول الإسلامية فقط ،ولكن تجاوز الأمر كما رأينا في كارثة ( تسونامي) دول جنوب شرق آسيا، حيث المملكة احترامها للإنسانية وتنفيذها للقرارات الدولية ، سارعت إلى تخفيف ألام المصابين ، وغير ذلك .
فما أنفقته السعودية في دعم الدول العربية ومنها السودان أكثر مما تم ذكره من المبلغ ، إن ظنت الجزيرة أن نقل مثل هذا الخبر للترويج به سيؤثر على المملكة العربية السعودية في علاقتها مع العالم ووزن ثقلها السياسي والديني فلقدخسرت خسرانا مبينا .
ستبقى المملكة العربية السعودية قبلة للمسلمين ، ومناصرة للمظلومين ، تحت خدمة الحرمين الشريفين ، ماوى أفئدة المؤمنين ، وملاذاللاجئين ، وأمان الخائفين بقيادخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان .
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا