انتشرت مقاطع للبعض يحذرون فيها من إقامة ليالي الشعبنة أو قبول دعوات الحضور فيها لما فيها منكرات ..
ووصل بهم للسخرية من هذه المناسبة الاجتماعية التي يعد لها كل مجموعة ما يسجل لهم في موازين حسناتهم .. فإن خططوا للمنكرات فهذا ديدنهم دون الشعبنة .. وإن خططوا للفوائد وثمار اللقاء فهذا ديدنهم دون الشعبنة .
ووصلني مقطع لأحدهم هداه الله يظن أنه ناصح ومرشد وموجه بثوب ساخر للأسف ..
فما ندري متى يخلُصْ مجتمعنا من هذي الفئة التي توجه نصيحتها بألفاظ شوارعية ..
فهل يعقل أن نسمع عبارة ( على كيف أمك !! )
فنتقبل منه توجيه ونصح وقد اجتر امهاتنا في كلامه بهذا السوء معهن .. لا يعلم أأحياءٌ هن أم ميتات رحمهن الله .
لا نقبل بهذه السهولة أن يطري الأم وكأن لها دخل في الأمر ..
فإذا كان يتحدث هو عن إثم بدعة الشعبنة فالاثم ما ينطقه لسانه دون أن يعلم أو يعلم .
لمن لا يعرف فالشعبنة موروث حجازي شعبي يعد فرصة لألتقاء أفراد المجتمع من ابناء الحي الواحد وبالذات ممن أبعدتهم ظروف الحياة وجمعتهم وسائل التواصل لتعزيز أواصر المحبة والمودة بينهم في اجواء اشبه بالعيد ..
والعيب هنا ليست في المناسبة ذاتها أو أسمها وإنما العيب في العقول التي تستغلها في اقامة ما يفيدها أو ما يقع فيها البعض من منكرات والتي تعتبر تصرفات فردية لا تمثل المجتمع ككل ..
فلدينا شعبنة سنوية بمكة المكرمة تنظم فيها برامج تثقيفية وتوعوية وترويحية ولعب بلوت وكريم ومزمار يشارك فيها أئمة مساجد ودعاة وطلبة علم وعامة آهالي الحي .. وتنتهي الليلة بإضافة وجوه جديدة وتعزيز علاقات سابقة ..
فهل نلغي مناسبة لقاء يجمع الناس قبل إنشغالهم بشهر الطاعات " رمضان المبارك " ؟
لذلك لا تنظروا لمثل هؤلاء .. فالتعميم منهم خاطئ وجراءة الفتوى مصيبة ومحاربة اللقاءات الأخوية بين أفراد المجتمع خسة .
د. خالد عبدالقادر الحارثي
مستشار إجتماعي