و حلمتُ أني أصطحبتُ عائلتي الصغيرة في ليلةٍ ربيعيةٍ خلابة، نداعبُ فيها نسائم الجمال و سحر الطبيعة الحلال،
فبعد أن افترشنا الأرض الخضراء ، و ارتشفنا القهوة المنشية بطعم اللقاء .. أخذت استجمع عبارات الحب و الغزل الدافيء من حقول ذاكرتي المعتقة بالحب و الشجن ، أسترسلتُ في وصف الليل و سكون النجوم و خدود الوردة و رائحة الفل ..فلم تحدث تلك العبارات الا ابتسامة خجل بسيطة او بالأصح ( تسليكة باحترام )
اتجهتُ الى صغيري صاحب الستة اعوام فإذا هو رجلٌ آلي يضحك و يصارع الريح ، فحين رآني مشتاقاً لصوته قال اتحداك (تفوز علي) فتابعته و هو ممتطياً سيارته الافتراضية ليصدم كل من يعترض طريقه و يهرب من النظام و دوريات الأمن و يعكس السير .. و شيلة ( ارجع ورا) و شرار التحدي تلفع وجهي المندس في الهزيمة و الاحباط، و بعد تلك الوقيعة النكراء لممت بقايا أملي .. مبتسماً لطفلي الآخر هو على عتبات التخرج من الابتدائية؛ ثقافته الرياضية عالية فقلت سأدخل له من هذا الباب فكنت احدثه عن فوز الفريق ال .. و هو يسبقني بتحليلاته و مستوى الاندية و صفقات اللاعبين و فرضيات المدربين .. فغيرت السالفة مباشرة بنكتة خلتُ انها ستقلب الدنيا ضحكاتٍ و وناسة .. فحدث العكس لأنهم قرأوها قبلي بساعتين في قروب العايله، و اما ابني الأكبر الخارج من عباءة الطفولة الى المراهقة فبادرني بقوله ( هيا يا بابا مشينا طفش.. و عندي مباراة بنتأخر).
بعدها أيقنت أن ربيع العمر يمضي و أن الاشياء تتطور و أن هذه البرامج و الاجهزة الذيكية جعلت منا اشخاصاً غرباء سكنت الدار و سرقت الفرحة و اطفأتِ الابتسامة و قتلت الحب و انتزعت حروف الشوق و قصص الغربة، و حنين السهر.
أنا ابن الثلاثين عاماً استيقضتُ من حلمي باكياً خائفاً منكسرا.. فكيف بمن جاوز الخمسين أو الستين و يريد أن يرى أسرته على قلبٍ واحد و كلمةٍ واحدةٍ ، و بيت سعيد؟
تعالوا نحدّث انفسنا و نفرمت عقولنا و نقوي ذواكرنا.. حتى نستطيع الاتصال مع الجيل القادم
2 comments
2 pings
سالم غانم
15/12/2018 at 6:45 ص[3] Link to this comment
الى اخي ابو وسام … خيالك العميق … وإمتاعك في الوصف .. جعلنا نقلب صفحات العمر وذاكرتي تئن لإيام مضت بحلوها ومرها … لقد ابدعت اخي هاشم وكلماتك وصلت سويداء القلب …
عبدالرحيم سعيد الغامدي
29/12/2018 at 3:40 ص[3] Link to this comment
جمالٌ كل الجمال .. الأستاذ القدير العريق بتاريخه الصحفي .. اتحفتنا بكلامتك الرنّانة عزيزي هاشم الغامدي