انا اكره مديري
أجزم أن الكثيرون سيروق لهم هذا العنوان ، سيقولون ( إي والله) وأخرون مديرين س ( يبلعون ريقهم) ، ويقولون ( ويش يبي ذا) .
وأظن لو قرأ مديري عنوان هذا المقال سوف أجد على مكتبي ( لفت نظر) أو سيكون صباحي غير ( صاحي) لكن هذا ربما كان قبل نيف من السنوات ، لكن الآن ربما يقرأ هذا العنوان شريكي في العمل وشركائي فيعملون لي حساب ، فهل فعلا" أنا اكره مديري أو شريكي ، وأكيد سيقرأ هذا المقال الموظفين الذين يعملون معي أو عملوا معي سابقاً ، سينقسمون الى قسمين من يكرهني وينطبق عليه هذا المقال ومنهم يحبني وأيضا سينطبق عليه مافي هذا المقال ، وصنف لا يحبني ولا يكرهني .
الكل منا لديه قدرات، ومهارات، واستنتاجات، وله طبائع يختلف بها عن الآخرين ، وله سمات شخصية يتسم بها في التعامل مع الآخرين في كل جوانب الحياة المتعددة ، والأهم في الاعمال ، والأهم من هذا وتلك حتى لا أخرج عن موضوعي الرئيس وهو أنا اكره مديري !!
الكثير من الموظفين يشعرون أن مدراءهم غير (اكفاء ) وغير عادلين ومتسلطين ومزعجين حد ( الطفش ) ، وهذا يجعل العمل رتيباً ومملاً ومتعباً ومشحوناً ، وبالتالي تتناقص انتاجية الموظف ، وتتباطأ خطاه نحو العمل .
إذاً ما رأيكم ؟ أ نترك العمل؟ بالطبع لا فلن تجد مديراً على مزاجك أو لن تذهب الى خياط ليفصل لك مديراً ( بكبك ) أو سادة.
في هذه الأسطر التالية مجموعة من الخطوات تساعدك على الانسجام مع مديرك وقبل الحديث عن كيفية التعامل مع هذه العينة من المدراء ، دعوني اضعكم في دائرة المدراء الذين تعتقد أنهم مزعجون ( غثيثون ) لماذا هكذا هم يفعلون :
- المدراء في دائرة مسئولية أكبر منك :
فإن فهمت ذلك عذرتهم ولو بالقليل ، فنجاح المنشأة مناط بقدرتهم على إدارتها وإدارة افرادها ، وعملياتها ، وإجراءاتها وتحسين أدائها .
-يخافون من عدم الوصول إلى الكفاءة المطلوبة في الأعمال ، فهم يركزون دائماً على صورتهم ويستميتون لإثبات قيمتهم ، لأنهم يحافظون على مسيرة نجاحهم ، ويرغبون بأن تكون مثلهم وأن تتحقق أهدافهم من خلالك . وهذا ليس عيباً ، أنما هو من جوهر القيادة أن يتعلم ويعلم ، فهو أكثر منكم خبرة ودراية إى حد ما .
- الخوف مما قد يفوتهم : وهذا دائماً ما يدفعهم إلى البحث عن فرص وخبرات جديدة باستمرار تمنكهم من مواكبة التطور الحادث والمتسارع .
- يخافون أن يقعوا في الظلم أو الاستغلال : فهم دائماً يسعون إلى ايجاد الحقيقة لأنفسهم ولغيرهم والأهم حماية انفسهم من العواقب التي قد تطرأ من جراء هذا التسيب أو الظلم أو حتى الاستغلال .
ولو عدنا إلى ما بدأت الحديث عنه في الخطوات التي تساعدك في الانسجام مع مديرك وتقلل كرهك له تدريجياً حتى يضمحل:-
- مديرك مثل عائلتك :
صحيح أننا لم يكن لدينا اليد لاختيار مدراءنا لكن لنعلم كل العلم أننا نقضي معظم اليوم بل وأكثره في العمل ، أي بين جنبات الاوراق والأعمال ، وتوجيهات وصيحات المدير ، وربما بعد الدوام يحدد لك اجتماعا ، إلا أن هذا أساس العمل فقد يتطلب العمل ذلك ، أو أنه اختبار لك ولقدرتك على التحمل لإكمال المسيرة ، وهي لليس كل يوم ولا طوال السنه .
- حول عدم رضاك عليه على العمل :
نخطئ دائماً حينما نركز على الاشخاص لا على الاخطاء، فإذا كان مديرك صارماً معك فتأكد أن المسألة ليست شخصية متعلقة بك، بل مهنية مرتبطة بأدائك المهني في المؤسسة. لذا، حاول دوماً طرح مجموعة من الأسئلة على نفسك حول ما تشعر به هل هو "عدم احترام؟ ظلم؟ عدم مهنية" ثم ضع نفسك في موقع مديرك لمعرفة ما هي التصرفات الواجب عليك القيام بها كي تحافظ على وظيفتك وموقعك. ثم ضع دائما ً في بالك أنَّ حياتك المهنية بخطر إذا لم تتأقلم وتحلَّ مشاكلك مع مديرك ولا تأخذ أي خطوة أو قرار يعيدك إلى الوراء.
- التمس له العذر : " التمس لأخيك سبعين عذراً " وإن صح الحديث ، فلا بد لنا في اعمالنا المهنية مراعاة الجوانب الانسانية ، فلا تجزم أن يكون مديرك فعلاً إنسان سيئ، بل قد يكون تصرفه سيئ ، بل أحياناً لا يكون المدراء على علم بأنهم يقومون بإعادة إنتاج ما شهدوه مع رؤسائهم السابقين على اقل افتراض ، أو أنهم يخشون أن تقع بأخطائهم السابقة .
- تأكد أنك لست طفلاً أو مراهقاً في مدرسة إذ إن العلاقات لا تقوم على نمط العلاقة الرابطة بين الأهل والطفل. ما يعني أنه في حال طلب منك المدير القيام بعمل ضروري لا يمكنك أن تتصرف مثل الطفل المتمرد من خلال التهديد أو الشكوى للآخرين.
- احذر أن تشتكِ منه أمام زملاءه أو عملاءه : وهذا هو اكبر الاخطاء التي يقع فيها الموظفين ، أنهم يقومون بالتخفيف عن ضغط العمل وضغط مدراءهم بالحديث عنهم في اروقة العمل ، لا تنتقده بل تغلب على طريقة تفكيرك وردة فعلك تجاهه، ما يُمكِّنك من الانتقال إلى مرحلة جديدة من التعامل الإيجابي معه، وهذا سينعكس حكماً بشكل إيجابي على بيئة العمل ، وتأكد أن هذا العمل هو بيتك الثاني ، وأنه الاناء الذي تأكل منه فحافظ عليه .
الموضوع جداً بسيط أن استسهلناه ، يحتاج إلى قليل من الصبر ، وقليل من الحكمة ، والجهد ، والتأقلم .
مديرك لن يضرك ، هو يحتاجك كما تحتاجه ، فالأعمال لا تقوم إلا بالفريق ، والفريق لا ينجح إلا بالتعاون ، والتعاون لايكون بالتهاون ، والنجاح إنجاز ، يحتاج الى مزيد من الإصرار .
اتمنى أن لا يكرهني أحدهم ، وأن لاتكره مديرك .
تحياتي
د. عثمان عطا
1 comment
1 ping
هيفاء محبوب
05/12/2018 at 1:35 م[3] Link to this comment
مقال جدا جدا راااائع ، هكذا أنت ، دوما مبدع ، تلتقط من المحنة منحة ، ترسم الأمل في مناحي العمل ، تشير لموضع الألم لتصف العلاج المسكن ، بل الذي يقضي عليه ، وتستبدل السلبيات بالإيجابيات في كل موقف .
نعم ..
المدير تختلف الآراء حوله ، يراه المجد النشيط الشغوف بعمله ، أنه الدينمو المحرك للهيكل الإنتاجي ، والصرح العظيم ، ويراه من يهوى الركون لبساط التقليدية ، وباحات الراحة ، أنه مزعج ، متسلط ، مستبد …
وفي الحقيقة أنه كما أسلفت ، ينفذ ضوابط العمل ، ومسيرة العطاء ، بدقة ومتابعة وجسارة وصبر ، تُظله أهداف المؤسسة ، ويدفعه الإيمان بالمسؤلية ، ويشحذه الضمير اليقظ .
لا نختلف أن بعضهم قد يحيد قليلا ، فلا نلقي اللوم عليه ، بل على التصرف .
ولو كل منا وضع نفسه في نفس المكان ، لأختلفت الرؤى والأفكار ، ولأبُيحت مواطن الإنتقادات .
هي في جُلها مشكلة زوايا الرؤيا ، ومحطات النظر العابر .
سلمت ، وسلم لنا قلمك المعطاء ، الزاخر المتجدد .
✍?أختك / هيفاء محبوب