يقول عالم الإجتماع الفرنسي ماكس فيبر بان الحياة تقوم على فرضية واحدة هي الصراع او التعاون، ومما لا شك فيه ان الحرب ظاهرة تاريخية مترابطة مع وجود الانسان منذ الأزل حتى يمكن القول ان التاريخ الانساني هو تاريخ حرب.
لقد تطرق فلاسفة كثر لتفسير هذه الظاهرة من حيث ان الانسان تتنازعه طبيعتان الخير والشر ومثلما يقول القيلسوف الانجليزي هوبز ان الانسان ذئب لاخيه الانسان.
صحيح ان المعاهدات والاتفاقيات الدولية حدت من الحروب لكنها لم تمنعها فاذا كاتت الحرب بحسب منطق هيجل فوضى اجتماعية فان النظام هو وليد الفوضى والنقيض صحيح ايضا.
بينما يعتقد العلامة ابن خلدون المتقدم ع هوبز وهيجل بالطبيعة البشرية لتفسير ظاهرة الحرب ويرى ان العدوان غريزة بشرية متاصلة في الانسان ولكبح هذه الغريزة لا بد من وجود نظام حكم له الغلبة والسلطان ويحتكر القوة لرد الظلم وتنظيم الجماعة.
ان ما سبق هو استهلال للتفكير الاستراتيجي في منطقتتا العربية للتهيؤ لتداعيات احتمال سقوط نظام الحكم الديني الايراني قريبا وربما بصورة دراماتيكية .
فالنظام بات ايل للسقوط وفقد حاضنته الشعبية والشعوب الايرانية وحتى القومية القارسية أظهرت رغبتها في زوال هذا النظام. الا ان السؤال الجوهري كيف سيسقط وما البديل وكم سوف تستغرق فترة التحول هذه؟
لا احد قادر على التكهن بالبديل لان ذلك سياخذ وقت طويل حتى تتبلور سلطة في ايران قادرة على حكم البلاد ، وايران سوف تشهد نزاعات داخلية ستستمر لسنوات بسبب القمع والظلم والتهميش ثم ان الاهم ماذا سيحدث لحلفاء ايران في اليمن والعراق ولبنان وسوريا وغزة؟ وماذا سيكون رد فعل القوى الدولية التي اسهمت في ايصال هذا النظام الثيوقراطي الى السلطة؟ مثل امريكا وفرنسا وبريطانيا. فالادارة الامريكية سوف تؤيد اي قوة بديلة تمسك السلطة ومعها فرنسا اللاهثة على مصالح تجارية وبريطانيا ستلحق بالموقف الامريكي كالعادة ولكن العامل الإقليمي المؤثر سيكون اسرائيل التي تريد قبل معرفة هوية النظام البديل تريد معرفة مصير الاسلحة النووية ومراحل تطورها ومواقعها وكذلك الصواريخ البالستية..
يقول العسكريون بان افضل سلاح للحرب هو التهيؤ لها ونحن في منطقتنا سيكون الملف اليمني وانتهاء ظاهرة الحوثي فرصة لاقامة يمن جديد سيتشكل ايضا بعد جهد وينبغي على القيادات السياسية والعسكرية الان رسم عدة سيناريوهات للوضع اليمني ومن ثم العراق الذي سيشهد فوضى عارمة ينتج عنها تلاشي وسقوط حكم ذيول ايران في ثورة شعبية من غير المستبعد ان تمر في نزاعات داخلية حتى تتطور الى بروز قوة وطنية عروبية تحافظ على وحدة البلاد اما لبنان فسيكون اخر ساحة لتصفية وجود حزب الله العسكري ومليشياته بفعل الضغط الاسرائيلي والفراغ الايراني وبروز قوة المكون المسيحي.
نحن امام مرحلة جديدة هي من اخطر المراحل تتطلب التحسب وعقد جلسات مغلقة لرسم سياسات وسيناريوهات ما بعد حكم الولي الفقيه..
* كاتب واكاديمي من العراق