يا أول من رجفت جفوني برؤيته في الحياة وفتحت عيناي على بهجة نور وجهك وابتسامتك الساحرة الصادقة كلما كنت مقبلة إليك فأجدُ في ابتسامتك الدنيا وفضاء الكون يتسع لي فأصبح مثل طائر بالفضاء من شدة سعادتي فقد كنت عنوان فرحي وقصر سعادتي وعرش كبريائي الأنثوي ماعرفت هذه الأشياء إلا من خلال عظمتك وعظمة حبك وحنانك وعطفك وعندما أكون حزينة تكون ترياقاً لحزني ولا تتركني إلا والفرحة تغمر قلبي ..أبي يا قلبي النابض ومدرستي المثالية في الوجود فأنت بالنسبة للجميع أبي وبالنسبة لي أنت الوجود كله فقد كنت شجرتي التي أشعر بأنني أملك الدنيا بأحضانك وأشعر بأنني ملكة وألبستني تاج العز بوجودك ... صورتك وصوتك وحنانك وعطفك وقلبك العظيم يرافقني ليكون لي بلسماً يداوي جروح الحياة ... أتذكر صبرك على أسئلتي وأنا صغيرة وتأتيني الإجابة وكأن سؤالي هو أهم شيء بالدنيا رغم أن أسئلتي صغيرة ومداراة الأطفال قد تكون مريرة ولكن كنت تشعرني بأنك سعيد بأسئلتي وكنت تملك صبراً يندر في الآباء ..لم أدرك عظمة عطاءك حتى رزقني الله بالأبناء ... مهما كتبت ومهما قلت فكل الكلمات أمام عظمة عطاءك متواضعة وأمام عظمتك كرمك صغيرة ومشاعري مهما فاضت لن تكون إلا رافداً من بحر حبك العظيم الذي ليس له حدود ...لا تكفيني كل المفردات لكي أصف مواقفك وسجاياك وعطاياك وكرمك وحبك وحنانك . أيها الأب الذي لا يجود الزمان بمثله إلا نادراً وقد قيل في المثل : نعرف قيمة الملح عندما نفقده، و قيمة الأب عندما يموت ....ولكنني عرفت قيمتك وأنت بين ظهرانينا
هذا تحبيري وتعبيري وكلماتي المتواضعة أزفها هدية إلى روحك الطاهرة في الملكوت مُمَسَّكَة بالمسك محفوفة برائحة الورد والياسمين لأنك كنت تحب العطور .... كتبها لك بمداد مشاعري ونشيج وجداني وحبائل شوقي إلى نظرة واحدة لوجهك الأنور والأزهر يا شمساً أضاءت حياتي ويامن سقاني العلم نوراً بكاسات الحب الصافي يامن علمني حبُّ الله وعلمني معنى التوحيد .
أبي ليتني لا أنتهي من الكتابة عنك وبك ولك لأنك أستاذي وملهمي ففي عزّ الظلام أجدك أمامي فأرى الظلام نوراً وعندما تجتاحني أعاصير الهموم أجدك حاضراً في جنبات عقلي وقلبي فبنور وجهك تتبعثر الهموم وتندحر ...
يا رحمة الرحمن صبي غيث الرحمات على أبي واجعله يارب رضيّاً وتقبله عندك واجعله من عبادك المقربين اللهم آمين ..