من كان يصدّق قبل قرن من الزمان بأن هذه الأرض التي تفتقر إلى جميع مقومات الحياة المدنية والبنية التحتية في أغلب مناطقها والتي كان أهلها يعانون من شظف العيش وقساوة الطقس وامتداد الصحاري الشاسعة ، هذه الصورة الواقعية للمملكة قبل قرن من الزمن فقط ... وتحويل هذه الصورة إلى صورة أخرى مغايرة تماماً فمن كان يحلم بأنَّ الصحراء تنقلب إلى واحة خضراء ومن يحلم بأن الطرق القديمة الترابية تصبح أحدث شبكة طرق بمواصفات عالمية ومن كان يحلم بوجود مستشفيات تضاهي المشافي في العالم المتقدم ؟ ومن كان يحلم بأن أبناء هذه الأرض خلال قرن من الزمن انتقلوا من غالبية (أميّة ) إلى أطباء ومهندسين وكوادر فنية وطيارين وعلماء فلك وأستاذة في شتى علوم الحياة ؟ هذا الحلم المستحيل كان مستحيلاً ولكن أمام القائد الذي لا يعرف المستحيل فارس هذه الصحراء الذي كان يحلم بأن تكون هذه المملكة على ماهي عليه اليوم .. إنه الملك (عبد العزيز آل سعود) يرحمه الله ، الذي أخلص حبه لهذه الأرض وأعطاها حلمه المستحيل ووضع أولى لبنات هذا الحلم تطبيقاً عملياً ووضع قواعده وأسسه ووصى به أبناءه الملوك العظام أبناء الملك العظيم بأن يكون هدفهم الأسمى نهضة المملكة وخدمة الحرمين ، فسار الخلف على تطبيق حلم السلف .
ما نلمسه ونعيشه ونراه بأعيننا من إنجازات هي نتيجة حلم القائد عليه رحمة الله وهذا اليوم هو تذكرة لانتمائنا إلى هذه الأرض لنحافظ على هذه الإنجازات ونكون اليد التي تحافظ على نعم الله وإخلاص القادة ونكون غيورين على أرضنا وما عليها فبناء الدولة وطرقها ومصانعها وجامعاتها ومنشآتها الأخرى هي من أجل بناء المواطن الحق المخلص لهذه الأرض والغيور على إنجازات قادته ، أيها المواطن السعودي هذه الإنجازات التي نلمسها جميعاً هي وسام فخر على صدورنا ولنكن امتداد لقادتنا في طريق النهضة والتطور ونكون الطاقة التي تحرك الرؤيا المستقبلية التي رسمها صاحب السمو الملكي وليّ العهد (محمد بن سلمان آل سعود ) والذي أطلقتُ عليه لقب ( فارس هذا القرن ) الذي يسير على منهج وخطى جده الفارس الأول وخطى مليكنا المفدى خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز الفارس الخلف الذي قام بتوجيه صاحب السمو الملكي وليّ العهد ( فارس الشباب ) الذي تسلم راية النهضة بشجاعة جده وعزم أبيه وحدّة فكره وبعد رؤيته ... بلدنا مملكتنا بيوتنا شوارعنا منشآتنا أمانة في أعناقنا ، كلَّ مواطن مسؤول على المحافظة على هذا الحلم الذي أصبح حقيقة .