في قعر ذلك السؤال الذي ملأت الحيرة كأسه ، لا شيء يحرض على الكتابة مثل تلك الاشياء التي لم يَعُدّ في أيدينا إلا اشتمام مآثرها ، اشياءٌ ضائعة لازالت عالقةٌ بها أرواحنا ، مثل ذلك الطريق الذي تعجز إلا أن تكون على رصيفه ، أو ذلك الحب الذي تكون على وفائه ورغم ذلك أنت خارجٌ عن مدراته ، أو ذلك الوقت الذي افلتك في حضن انتظاره الـمُخز .
ستكون وديعاً جداً هذه المرة !
ستتحدث للفراغ استعداداً للقائي !
ستكوي ياقتك بعناية الرجل المثقف !
و تتغنى ب القصيدة و أنت تنظر لعيني !
كن ، كن فلا زلتُ أنوي أن أرسمك في لوحة لا تخرج منها إلا لي ، تعود بك خطوطها في غيابي إلى طبيعة صامتة ، فِقهٌ ، ظلهُ هو نور ما بيننا ، بصفة لا يشعر بجهته إلا ما قد أخبرتك به وشوشة ً ، هل تذكر كم كان عمر الضحك وقتها ، عندما قلت لي : ( أحبك أكثر من عينيّ ) و كانت حجتي في العتب أن لك أن تعيش بلا نور ، لم تكن اختياراتك موفقة حينها ، لم تكن قد أغلقت إطار الصورة التي تجمعنا و لا الورقة التي تحمل اسمينا ، كنصفين لشيء واحد ،لازال الخط الفاصل الذي إمتد به حبره غير قاصد في بصق ما قد يرسم الطريق اثنان ، يملي رسالة لا تعنيني في ذيل ما قد وقِّعت به رجلٌ خائف و حزين .
كنت اطمح أن تحبّني أكثر من الوفاء و أقل من الوصل بجرح ، و ملل ، خسائر الأمور في جدواها داخلنا كبيرة ذات هيبة ، و فيما تستطيعه سبراً و صمّتَاً .
إننا نرمم سواقيها يا عزيزي بغُرْفةِ ما يروي ، كي تكون الخطوة القادمة أجدى في حساب ما قد يُكتب ، و يُحقق إشارة صائبة ، خفقة في وجه النور ، و سلام في ما ستعرضه المنضدة .