تمت الضربات الصاروخية بتوقيت الساعة الثانية بتوقيت جرينتش من فجر يوم السبت لمواقع محددة بالعاصمة دمشق وغيرها من المناطق في سوريا من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ردًا على استخدام بشار الأسد للسلاح الكيماوي ضد شعبة الاعزل.
تلك الضربات لم تكن مفاجئة فقد سبقها الرئيس الأمريكي/دونالد ترامب بتغريدات على حسابه الشخصي بتويتر وتفاهمات مع الجانبين البريطاني والفرنسي بهذا الخصوص مما افقدها عنصر المفاجأة وخروج بشار الأسد على ظهر دبابة روسية الى قاعدة روسية وكذلك إخفاء عددا من الاسلحة الكيميائية في مخابئ آمنة قد لاتطولها تلك الضربات المحدودة.
تابعنا عبر القنوات العربية والعالمية ردود الأفعال بعد تلك الضربات الصاروخية وقد كانت متباينة كتباين المواقف المسبقة فإيران ومن يدور في فلكها رأت فيه عدوانا صارخاً وأنه يصب في مصلحة الإرهاب والجماعات الإرهابية وأسمته (سانا) بالعدوان الثلاثي أسوة بتسمية العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م.
على الضفة الأخرى كانت السعودية والدول المنادية بحرية الشعب السوري ترى فيه رداً على تجاوزات النظام ومن يدعمه في حرب مستعرة لسبع سنوات لم تبق ولم تذر ساهمت في القتل والتهجير لشعب قال كلمته ونادى بحريته وأراد الخلاص فحيل بينه وبين مايشتهي.
المعارضة السورية رأت في تلك الضربات انها غير كافية ولاتقوض النظام ولا تحمي الشعب السوري . بينما المحور الغربي ومن قاد الضربات رأى أنها جيدة وحققت أهدافها (وإن عدتم عدنا).
الموقف الروسي لم يكن بأحسن حال كونه صرح بتصريحات قوية قبل احتمالية وقوع الضربات أنه سيعترض تلك الصواريخ وأنه سيرد على مصادرها وشيئاً من هذا لم يحصل بل اكتفى بإحالة الأمر إلى مجلس الأمن بجلسة طارئة. واعتبرالسفير الروسي في واشنطن بمثابة إهانة لروسيا وبوتين .
المحللون السياسيون يرون أنه وراء تلك الضربات العسكرية مقاصد سياسية من أهمها إعادة إذكاء إتفاقية جنيف والتي يرى الدب الروسي أنه قد تجاوزها الزمن الى غيرها.
وإقناع روسيا وإيران بأن الحل ليس روسيا فقط بل أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لايمكن تجاوز موقفها وأنها مازالت تمسك بخيوط الأزمة.

