العمل الخيري قوة صامتة تغيّر حياة الناس كل يوم والجمعيات الأهلية أصبحت ذراع المجتمع الذي يصل إلى اليتيم والمريض والمعاق والمسن وإلى كل يد ضعفت عن طلب المساعدة هذه الجهات تعمل بروح تتجاوز حدود الوظيفة لأنها مبنية على الإيمان بأن أعظم دور للإنسان أن يكون سبباً في رفع كربة محتاج ومع ذلك يظهر في كل مجتمع من يهاجم العمل الخيري بسبب أخطاء فردية لا تذكر ويتخذ منها ذريعة لنسف منظومة كاملة من العطاء وكأن خطأ شخص يلغي جهود مئات المخلصين الذين يسهرون ليل نهار لخدمة الناس هؤلاء الغاضبون لا يدركون أنهم حين يُهوّلون خطأ محدوداً فإنهم يحرمون المحتاج من يد تمتد إليه ويحرمون المجتمع من أثر تنموي يعجز الكثير عن تحقيقه إن تضعيف ثقة الناس في الجمعيات
لا يضر المؤسسة وحدها بل يضر المريض الذي ينتظر علاجه والأسرة التي تعتمد على دعمها والطفل الذي ينتظر فرصة حياة جديدة لذا يجب أن نكون منصفين فالقطاع الخيري ليس مجموعة أفراد بل منظومة كاملة من القيم والرقابة والشفافية وأي خطأ يُعالج ويُصحح لكنه لا يجب أن يُستغل لهدم جهد وطني يساند الدولة ويخفف أعباء المجتمع العطاء أكبر من العثرات والخير أرسخ من الضجيج ومن أراد الحقيقة فلينظر إلى النتائج لا إلى الأصوات العالية لأن ما تصنعه الجمعيات في حياة الناس لا يمكن أن يُلغيه رأي عابر او خطأ محدود

