(ولا تنسوا الفضل بينكم )
صفة الإنسان تدل على تميزه بين الخلائق الأخرى فالإنسان يشترك مع الحيوان في شهوتي البطن والفرج ويشترك مع الملائكة بصفة نقاء القلب والروح ،
لأن الله سبحانه خلق الإنسان على الفطرة فالطفل لا يكذب ولا يداهن ولا ينافق ولا يعرف التحايل ولكن البيئة التي يترعرع بها إما أن ترقيه في مراقي إنسانيتة وتهذب فطرته أو تنكسه الى رذائل الاخلاق والاعمال والعياذ بالله .
والإنسان يكتسب صفه الإنسانية من مجموعة من القيم الإنسانية ولا أقصد الأخلاق لأن فضائل الأخلاق هي جزء يسير من مجموعة القيم الإنسانية وشعبة من شعبها ،
وما آيات الله تعالى إلا إرشادات لنا في طريق وصولنا إلى كمال إنسانيتنا فإن إمتثل الإنسان لكلام الحق وعمل به فسوف يرقى في مراتب إنسانيته إلى أن يكون أفضل خلقه قاطبة ، ولكن كيف ؟ لقد وجدت آية من ضمن آيات كثيرة تحث الإنسان على الرقي وهي قول الله عز وجل :( ولا تنسوا الفضل بينكم ) هذه الآية هي قمة الرقي الإنساني وبدأ الآية بقوله :( ولا تنسوا ...) ليست فرض ولا مكتوبة علينا ولا تكليف ولكن تذكير لمن أراد الرقي عند خالقه ولكي لا ننسى فضل بعضنا على بعض لأن النسيان جحود الفضل
والجحود من المتفضل عليه هو إمتناع المتفضل من الناس عن تقديم الفضل لذلك كي لا ننسى فضل الله علينا يجب ألا ننسى أيضا فضل بعض خلقه علينا ويجب أن نفرق بينهما .
ففضل الله على عباده لا يعد ولا يحصى وأما تذكير الحق لنا بأن لا ننسى الفضل بيننا حتى نعتاد على فعل الفضائل التي ترفع من إنسانيتنا إلى مراتب القبول عند الله وأيضآ قد يكون مراد الحق أن نتعاهد ونكثر من الفضل بيننا في معاملاتنا مع بعض إن كان هذا الفضل معنويآ أو ماديآ ، وعلى مستقبل الفضل أن يرد فضل المتفضل بأفضل منه وهكذا يرقى المجتمع الإنساني في مراتب الكمال ....
بقلم / البتول جمال التركي

