تُعَدُّ المكتبة الملاذ الأول للباحثين والدارسين ، فهي بيت البحث العلمي الذي لا يجد الطلاب بدًّا من التوجه إليه خلال عملية بحثهم ، نظراً لاحتواء هذه المكتبات على العديد من الكتب الهامة والحيوية في كافة أصناف العلم ومجالاته ، وهو الأمر الذي يمكنهم من الحصول على المراجع بكل سهولة ويسر، بالإضافة إلى إمكانية اتخاذها مكانا هادئاً مناسبا للدراسة والتركيز .
ولما كانت المكتبة هي بيت الثقافة تتوسع بشكل أكبر في كل المجالات الثقافية بجهود المثقفين والباحثين والمفكرين تنوعت حركة التأليف والنشر اليوم .
و تساهم حركة تأليف الكتب تنشيط المكتبة مما أدى إلى ظهور العديد من المؤلفات التي تبرز مدى قوة ثقافة الإنسان في عصرنا الحاضر.
وجزرالقمر في تاريخها الطويل لم نجد من استطاعت تأصيل التاريخ وتثبيت الحقائق بعمق الفهم وسعة العلم والمعرفة مثل الباحثة السياسية والمؤرخة الدقيقة الأميرة ثويبة بنت سيد عمر المسيلي العلوي سفيرة جزرالقمر سابقاً لدى اليونسكو في باريس بكتبها القيمة والتي أثبتت جهودها العلمية في خدمة التراث الإسلامي العربي.
والمتأمل لتلك الكتب يتبين له أن فترة زمنية قصيرة استغرقت الأميرة ثويبة بنت سيدعمر المسيلي العلوي في كتابة أربعة كتب بما لايقل عن خمسمائة صفحة من كل كتاب ليس أمراً هيناً، ونحن اليوم نرى كثيرا من البحوث والدراسات العلمية جلها إن لم تكن كلها تحتاج إلى سنوات طويلة في اعددها وتقييمها .
إن الأميرة ثويبة بنت سيد عمرالمسيلي العلوي عاشت في بيئة ثقافية منذ صغرها وهي في رعاية عمها الأمير سيد إبراهيم بن السلطان سيد علي-رحمه الله-الذي تقلد مناصب مرموقة إلى أن أصبح رئيسا لجزرالقمر ١٩٧٠-١٩٧٢ .
وبعد انتهائها من الدراسة الجامعية في المعهد العالي للعلوم السياسية والإجتماعية بباريس رأت أن الحياة الثقافية من مكوناتها إحياء المكتبة ، فقامت بنشر الكتب مبتدئة بأول كتاب لها عن جدها السلطان سيد علي آخر سلاطين جزرالقمر ١٨٥٠-١٩١٦. ( حياة السلطان سيد علي آخر سلاطين جزرالقمر )
ثم بعد ذلك انطلقت إلى الكتابة حول بلادها جزرالقمر من الإستقلال ١٩٧٥ إلى يومنا هذا وما طرأ عليها من عدم القدرة على النهوض بشتى المجالات.(مؤامرات في جزرالقمر )
إلى أن خاضت معركة صعبة من أصعب المعارك اليوم ، وهي معركة الحديث عن التطرف والإرهاب في قلب المحيط الهندي في كتاب لها (الوضع المأساوي للإسلامويين في قلب الحيط الهندي )
والكتاب الأخير عن ( جزيرة مايوت ) التي هي إحدى جزرالقمر.
ولفترة قصيرة لم تتجاوز اكثر من ثماني سنوات استطاعت الأميرة ثويبة سيدعمر المسيلي العلوي الكتابة بهذا الشكل الرائع بأسلوب مميز أصدرت الأكاديمية الفرنسية لما وراء البحار للعلوم شهادة شهادة تقدير للأميرة ثويبة سيد عمر .
ونحن على يقين من أن الأكاديمية الفرنسية لما وراء البحار للعلوم وهي من الهيئات الثقافية العالمية المشهورة التي تحتوي على كثير من المفكرين والعلماء المتخصصين المبدعين والباحثين العمالقة إصدارها لهذه الشهادة العظيمة دليل على مكانة الأميرة ثويبة سيد عمر المسيلي العلوي في عالمنا المعاصر، فهي باحثة ومحللة سياسية ودبلوماسية فوق العادة ، هي في موضع التقدير والاحترام.
بقلم الشيخ :
نورالدين محمد طويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا