لقد وقعت أحداث ١١ من سبتمبر بصورة لم يشهد لها العالم مثيلافي المكان وفي التوقيت ، وذلك بحجم الكارثة الانسانية التي نجمت من خلال الحادثة المؤلمة .
ونظرًا للاتهامات التي أشارت الى ضلوع المتشددين المتطرفين الذين ينتسبون الى الإسلام ، قدمت القضية دلائل واضحة على قيام الغرب بنظرة سيئة للإسلام والمسلمين .
فالولايات المتحدة الامريكية لها مكانتها إمام العالم ، فمنها مقر الامم المتحدة ، والضربة كانت لمدينتين في التاريخ الدولي وهما واشنطن ونيورك.
برغم الملطخة ، فإن الغرب بتمتع بعلاقات جيدة سياسية واجتماعية واقتصادية مع معظم البلاد العربية والإسلامية.
ولاشك في ان هناك جماعات لها مصلحة خاصة في نشر صورة سلبية للعرب بشكل عام ، أو لفئة من العرب كالفلسطينيين مثلا .
وأسباب هذه الظاهرة - حسب رأي العرب- هو انحياز الإعلام الغربي إذ أن أصحاب الوسائل الإعلامية هم من المتعاطفين مع الاحتلال الصهيوني .
وتوجد موجة مرتفعة من إرهاب الأجانب في بعض الدول الأورربية الأخرى بشكل خاص ضد المهاجر ين العرب والمسلمين واللاجئين السياسيين من دول عربية .
فبعد الأحداث تعرض المسلمون في الغرب لاعتداءات تراوحت بين الشتم والسب والاعتداء اليسير والضرب ، وفِي حالات نادرة القتل،
ولقد امتدت الى بعض المؤسسات الاسلامية ، وحتى المساجد .
فعلى المستوى الأمني سخرت الأجهزة الأمنية الغربية كافة الإمكانيات لمراقبة الوجود الاسلامي على أراضيها .
ووصل الامر الى فتح أمني لأغلب المسلمين،خصوصا منهم المهاجرين والذين لم يحصلوا على الجنسية .
وهذه الفاجعة المؤلمة التي استطاعت تشويه صورة الإسلام والمسلمين نجد أن عددًا من الدول الإسلامية تكاثفت جهودها في محاربة التطرف والارهاب ودعم الوسطية والاعتدال وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي هي قلب الاسلام والمسلمين ، وواجهت الارهاب والتطرف بموقف حاسم وصرامة ، فظهر ذلك أمام العالم وذلك بفضل الله ثم بقيادتها الرشيدة التي هي رائدة الحرمين الشريفين وخدمتهما دائمًا.
وهذا الموقف العظيم في التصدي لظاهرة الارهاب والتطرف تجلى في شخصية سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان-حفظهما الله -قائد مسيرة الإصلاح ومحاربة الفساد بأنواعه المختلفة ، فأحدث تغييرا جذريا لأجل البناء الحقيقي في جميع المؤسسات وبالأخص المؤسسة الإسلامية التي هي المسئولة عن تبليغ الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة .ولقد تحقق ذلك باختيار شخصية علمية عالمية مشهورة بمحاربة التطرف والارهاب ودعم الوسطية والاعتدال وهو الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز ال الشيخ بأن يكون وزيرًا للشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد بالمملكة العربية السعودية ، فقام -معاليه-بنقل الوزارة الى العالم ببرامج ونشاطات جديدة بجولات موسعة منه ، واجراء اتفاقيات وسط مذكرات تفاهم بين وزارته ونظرائها في العالم .
في وقت قصير استأصل سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان جذور الارهاب والتطرف فكريا وأمنيًا بتأسيس مركز الحرب الفكرية بالرياض ثم دعوته الى التحالف العسكري للدول الاسلامية بمحاربة الارهاب والتطرف.
واستطاع سموه الكريم توسيع دائرة السياحة في المملكة العربية السعودية لدعوة العالم لزيارتها للاطلاع على المعالم الاسلامية التراثية والثقافية في المملكة العربية السعودية .
وهذا الدور السعودي العظيم لمحاربة الارهاب والتطرف بعد ١١سبتمبر ايقظ مشاعر الباحثين والمفكرين في كتاباتهم ومنشوراتهم للكتابة حول ذلك الدور .
ومن هذا المنطلق الثقافي الفكري الاصلاحي شاركت الباحثة العملاقة والمحللة السياسية المحنكة والمؤرخة الدقيقة الاميرة ثويبة بنت سيد عمر المسيلي العلوي سفير ة جزرالقمر سابقًا لدى اليونسكو بباريس باعداد كتاب بعنوان ( الارهاب في قلب المحيط الهندي) وذلك بعد رؤيتها انتشار ظاهرة التطرف والارهاب بعد ١١سبتمبر بصور مختلفة في المحيط الهندي ودول شرق أفريقيا ، لأنها متخصصة في تاريخ الشؤون الافريقية ولاسيما الإسلامية ، فاجتهدت في اخراج الكتاب بصورة هي الاولى من نوعها في المحيط الهندي في معالجة القضية مبينا فيها بشكل موسع دور المملكة العربية السعودية بقيادتها الرشيدة في استئصال جذور الارهاب والتطرف فكريًا وأمنيًا في فترة وجيزة.
وسيصدر الكتاب قريبًا باذن الله قبل نهاية العام الحالي.
بقلم الشيخ :نورالدين محمدطويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الاسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا