من الأمور العظيمة دراسة الشخصيات التي لها شأن كبير في خدمة الانسانية ، وهؤلاء العظماء تظهر دورهم في المجتمع من خلال جهودهم ، ومن أبرزهم حملة الثقافة الواسعة ، ويزينون المكتبة بمواهبهم العلمية والثقافية.
وفي جزرالقمر نجد فيمن أرادوا خدمة الانسانية بالكتابة بأسلوب عصري يقوم على الابتكار مع المحافظة على الأصالة الاميرة ثويبة بنت سيدعمر المسيلي العلوي.
إنها حفيدة السلطان سيد علي بن سيدعمر العلوي المسيلي أخر سلاطين جزرالقمر من جهة الأب ،أبوها سيدعمر آخر ابناء السلطان سيدعلي ، ومن جهةٍ الأم هي حفيدة الشيخ سيدي عبدالرحمن الهشام الذي قدم من صور في ( ظفار ) من سلطنة عمان ، وعاش في جزرالقمر داعية ومرشدا وقاضيا .
وكانت ولادة الأميرة ثويبة في موروني عاصمة جزرالقمر ، و تلقت تعليماتها الدينية من قراءة القران والمختصرات الفقهية الأخرى في مدرسة عمها الأستاذ الفاضل علي بن سعيد لؤي حفظه الله ، ثم أكمل دراسته الابتدائية والثانوية باللغة الفرنسية في جزرالقمر ، وبعدها التحقت بجامعة السوربون بباريس لدراسة القانون .
لقد تابعت دراستها في العلوم الاجتماعية والسياسية في مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية والسياسية في باريس ، وكانت أطروحتها هناك في عام 1989،بعنوان (الاستقلال غير الكامل لجزر القمر وانعكاساته على العلاقات الدولية ) والتي منحتها لجنة التحكيم وسامًا مشرفًا.
وبعدها التحقت بكلية جان مونيه في Sceaux وهي واحدة من أشهر الكليات في فرنسا لعلاقاتها الدولية ودراساتها الدبلوماسية.
و ثويبة خريجة المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية ، والمعروف باسم ( معهد اللغات الشرقية ) ، وحصلت منه على أربع درجات ماجستير :اثنتان في اللغات ، السواحلية ، والملغاشية ، والاثنان الآخران في الحضارة الشرقية والتاريخ والثقافة .
هي واحدة من خريجي هذه المدرسة العظيمة المرموقة ، والتي يزيد عمرها عن قرن من الزمن .
وتخرجت أيضًا من CHEAM،مركز الدراسات المتقدمة في أفريقيا وآسيا الحديثة ، من المدارس الكبرى الاربعة التي كانت تحت مسؤولية رئيس الوزارء مباشرة.
وانطلاقًا من مسيرتها التعليمية بعد الانتهاء منها ، ومادامت هذه متخصصة في العلوم السياسية والاجتماعية أصدرت الرئيس محمد تقي عبد الكريم - رحمه الله- قراراً لتعيينها سفيرة جزرالقمر ومندوبة دائما لدى منظمة اليونسكو بباريس في عام 1997 إلى 2008..
ولها العديد من الوثائق والمنشورات ، بما في ذلك :Le Comores la question de l,’Etat -nation التي نشرت في عام 1997 وهي متاحة للاستشارة المجانية على الانترنت .
ولم تكتف الأميرة ثويبة بنت سيد عمر المسيلي العلوي بعلمها الرسمي بل ارادت خدمة المجتمع بأسره فبدات بالكتابة حول جدها السلطان سيد علي آخر سلاطين جزرالقمر ، وذلك بعد ما ارادت كشف حقائق كثيرة غابت عن أذهان الناس حول شخصية السلطان الثقافية والسياسية ولاسيما الانتماء العربي الذي كان معه دائما في جميع شؤونه من الملابس وفي المجالس ، فليس هذا بامر غريب حيث هو من أصول حضرمية ال المسيلي في اليمن ، اضافة الى انه أول من تخرج من ابناء جزرالقمر في الازهر الشريف .
فبعض من الكتاب لم يبينوا للناس مثل هذه المسائل ، ومن هنا بدأت الاميرة ثويبة بالكتابة عن السلطات كأول كتاب لها في وخرج الكتاب في 2018 تحت عنوان ( حياة السلطان سيد علي آخر سلاطين جزرالقمر)
وكذلك الكتاب الثاني لها ( مؤامرات ف جزرالقمر ) 2022
والان الاميرة ثويبة - بعد قليل باذن الله - في سبتمبر 2023 سيصدر منها كتابها القيم الذي هو لب كتبها ، وذلك بعد دراستها للحضارات العلمية والثقافية ، ارادت إزالة تلك الاوساخ والقاذورات التي تم التصاقها بثوب الاسلام ، والإسلام بريء من ذلك ، وهي أوساخ التطرف والارهاب من الحمقى الجهلة السفهاء قتلة الانسانية ولاسيما بعد ١١سبتمبر المؤلم جعل ذلك في كتابها الذي يحمل ( الارهاب في قلب المحيط الهندي )
وكما اشارت الى الداعي الى كتابة هذا الكتاب :انه بعد ظهور الاسلام السياسي لاسيما في المحيط الهندي بداءا من الهجمات على السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام في عام 1998، وفي كل مرة محاولة العودة الى التاريخ لتشويه سمعة الاسلام والمسلمين اكثر عن الطريق الحقيقي للاسلام ، ولهذه الغاية هذا الكتاب يفضح صراحة المعارضة بين الفصائل الطائفية القائمة ،وكذلك بين الشيعة الرجعي والسياسي والمسار السني الشرعي ،يسلط هذا الكتاب الضوء على كل التلاعبات التي تمت بهدف تشويه سمعة صورة المملكة العربية السعودية دائما ، ولاسيما صورة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان -حفظهما الله-والمجتمع اليني بأسره .
ولقد قامت القناة الفرنسية العالمية الخامسة بعد الانتهاء من كل كتاب نظرًا لمكانة الاميرة ثويبة بنت سيد عمر المسيلي العلوي في دعم الثقافة بعالم الكتب والمنشورات العلمية والثقافية.
بقلم الشيخ : نورالدين محمدطويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الاسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا