التضامن الاسلامي يشكل جزءا كبيرا في تهيئة الاجواء الإسلامية لدى المسلمين ، ويقدم صورة واضحة للعيش المشترك ببن المسلمين.
جعل الله الحرمين الشريفين مأوى أفئدة عباد الله في مشارق الارض ومغاربها ، قلوبهم تتعلق بهما ليلًا ونهارا.
أراد المولى سبحانه وتعالى لبلاد الحرمين خير فرزق لها قيادة رشيدة حكيمة ، خدمتها للإسلام والمسلمين مسؤوليتها الأولى .
لقد جاء الملك عبدالعزيز ال سعود - رحمه الله- فأسس المملكة العربية السعودية على تحكيم الشريعة الاسلامية ، فصارت المملكة العربية السعودية رائدة التضامن الاسلامي ، جهودها في الداخل والخارج مشهورة ، فما من بلد بلدان العالم الا وللملكة العربية السعودية فضل عظيم في دعمه ماديًا ومعنويا.
ومن البلدان التي شهدت دعما سعوديا كبيرا منذ الاستعمار إلى استقلال جزر القمر ، تلك الجزر العربية الاسلامية الواقعة في المحيط الهندي بين جزيرة مدغشقر ومضيق فناة موزمبيق ، والتي تتكون من أربع جزر ، جزيرة القمر الكبرى ، جزيرة انجوان ، جزيرة موهيلي، جزيرة مايوت والتي تقع تحت الاستعمار الفرنسي.
والمملكة العربية السعودية وقفت دائما مع جزرالقمر وأيدت حصولها على الاستقلال من فرنسا في ٦ يوليو ١٩٧٥.
ولكن قبل الاستقلال كانت هناك جهود كبيرة تم بذلها لتقوية العلاقات ببن البلدين كما نرى ذلك في ١٩٧٢حيث قام وفد من جزرالقمر مكون من رئيس القضاة السيد محمد بن عبدالله الرحمن وسيد هادي احمد بن عبدالله الهدار المستشار الثقافي لرئيس جزرالقمر لزيارة الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
بدأ الوفد بالمملكة العربية السعودية ، وقابل فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الرئيس العام لادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد فأبدى تفهمًا كاملًا لاحوال اخوان العقيدة هؤلاء ، وقرر اعطاء أربع منح سنويًا لطلاب جزرالقمر في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة التي يديرها فضيلته ، ثم زار الوفد وزير التربية والتعليم فضيلة الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ ، ورأوا من حماسه ما طمأنهم ووعدهم بعشرين منحة دراسية للدراسة في المدارس الثانوية في المملكة العربية السعودية مع ارسال مجموعة كبيرة من الكتب الكبيرة النافعة .
وبعد الاستقلال كانت المملكة العربية السعودية هي الأولى في الدعم والتأييد ، فكان هناك مؤتمر لمنظمة التعاون الاسلامي برئاسة الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله ، فوجه الملك دعوة رسمية الى جزرالقمر للمشاركة ، فكانت هي المشاركة الاولى بعد الاستقلال في محفل دولي .
وأعظم دعم قدمته المملكة العربية السعودية الى جزرالقمر الدعم التعليمي ، حيث كثير من ابناء جزرالقمر تلقوا دراساتهم في جامعات المملكة العربية السعودية ، فمن بينهم وزارء وسفراء ودعاة وأئمة ، الفضل كله بعد الله يعود إلى المملكة العربية السعودية.
ومن بين أولئك الجهابذة العلماء الاستاذ الألمعي الاديب العملاق ، والمؤرخ الدقيق ، سفير جزرالقمر سابقا لدى دول مجلس التعاون الخليجي الدكتور حامد كرهيلا، والذي يعتبر ممن يقومون بدعم الثقافة العربية الإسلامية من حيث التأليف والمحاضرات والندوات العلمية والثقافية .
ويعتبر-فضيلته-أول خريج قمري من جامعات المملكة العربية السعودية يقوم بتأليف كتاب قيم مستقل عن جهود المملكة العربية السعودية في دعم التنمية الكاملة في جزرالقمر ، وذلك ان السعودية احتضنته طالبًا واستقبلته سفيرا لبلاده فيها.
وهو الكتاب الذي يقدم للقارئ تفاصيل الدعم السعودي لجزر القمر بالتسلسل الزمني والشخصيات التي شاركت في ذلك.
وفي هذه الأيام نجد فئة قليلة من المبغضين للمملكة العربية السعودية في كل مكان ، تلك الفئة تمثل سماسرة الفتنة والضلال، و جزرالقمر ليست بعيدة عن هذه الفئة التي لاترى للملكة شيئا سوى الشر لرماد عيون أصحابها وقسوة قلوبهم ، وهم تحت أيدي الغدر والخيانة .
انطلاقًا من الدفاع عن المملكة العربية السعودية استطاع الدكتور حامد كرهيلا صباح البوم في لقائه مع احدى محطات جزرالقمر الفضائية أن يسكت افواه المبغضين بحديث شامل عن جهود السعودية في دعم جزرالقمر في جميع المجالات .
ان كانت جزرالقمر اليوم تشهد طرقًا معبدة فالسعودية لها نصيبها في التمويل وكذلك القطاع الصحي هناك المشاركة الفعالة في عددٍ من المستوصفات ، وفي حركة التعليم معاهد رابطة العالم الاسلامي انتشرت في جزرالقمر ، إضافة إلى كلية الامام الشافعي على نفقتها في البناء والتي هي بنيت على ارض تبرعت ببناء الكلية أحفاد عبد الرحمن سيدي الهشام أحد علماء جزرالقمر .
وفي الإعلام نجد أن التلفزيون الوطني القمري الاجهزة الاعلامية والادوات كلها من المملكة العربية السعودية.
وفي عهد الرئيس الراحل محمد تقي عبد الكريم رحمه الله ١٩٩٦-١٩٩٨كانت المملكة العربية السعودية قدمت طائرة لنقل حجاج جزرالقمر الى المملكة العربية السعودية مجانا .
ومما يقوي التعاون السعودي القمري أنه بعد وفاة الأمير سيد ابراهيم بن السلطان سيد علي المسيلي العلوي بعد الانتهاء من الحج حيث كان ضيفا من ضيوف الملك خالد رحمه الله ، أمر الملك خالد رحمه الله نقل جثمانه الى جزرالقمر بطائرة ملكية خاصة لدفنه هناك .
فمن ظن أن السعودية غابت يوما عن دعم تنمية جزرالقمر فهو إما مبغض للسعودية ، وبغضه للسعودية لن يطفئ نور الرحمة السعودية بل ستظل السعودية تتلألأ أنوارًا إلى مشارق الارض ومغاربها،ومنها جزرالقمر. .
بقلم الشيخ: نورالدين محمدطويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الاسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا
. .
بقلم الشيخ: نورالدين محمدطويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الاسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا