مع نهاية السنة الدراسية 1444هـ، للصفوف الأولية، إلا أنه كانت استثنائية عن باقي السنوات التي عشتها، فهي السنة الأولى لأبني فيصل.
اليوم شعرت وهو يحمل شهادة التفوق بفخر عظيم بعد سنة دراسية طويلة مقسمة على ثلاث أترام، تذكرت برنامجه الدراسي ونومه المبكر، واستيقاضه، سحبة للحقيبة، الحفظ التلوين القراءة، جهد اندثر بمجرد أن رفع شهادة التفوق.
حملت مسؤولية ضخمة على عاتقي تجاهه كي أساعده على قطع واختصار المسافات في درب حياته.
تذكرت طفولتي وحياتي الدراسية، كنت أرى جزء صغير من الحقيقة وأعيش أياماً سعيدة دائمة دون مسؤولية؛ قبل أن أعي على حقيقة العالم الذي غير ملامح وجهي وابتسامتي، بوجه لا يقبل الهزل وينظر إلى الجد والصدق ويحاول بقدر ما يستطيع أن يبتعد عن الاخفاق.
بدأت أتأمل رحلة الفيصل الطويلة بكامل تفاصيلها، والرحلة ليست موحشة ولكن دون مسؤولية يغلبها الترف واللهو، ثم ينتقل إلى مرحلة الجد، بعد أن تكشف له الحياة أمورها!!
كنت وما زلت محظوظا في أب وأم رائعين، قدما لي كل الدعم الذي يمكن أن يحلم به ابن من والديه في الحياة "رب ارحمها كما ربياني صغيرا"؛ وأسأل الله أن أكون كذلك.
عبدالله العبيد
صحافي سعودي - باحث ماجستير بالصحافة والنشر الرقمي.