(التفاهة ظاهرة أم جائحة عالمية ؟ )
صدر كتاب للكاتب الكندي : آلان دونو ، وسماه : نظام التفاهة .
وقال المؤلف : " وظيفة التفاهة بأنها تُشجّع بكلِّ الطرق الممكنة على البلادة بدلاً من التفكير وتسمح بالنظر إلى كلِّ ما هو غير مقبول ، وكأنه من ضروري وإلى ماهو ممقوت وكأنه ضرورة من ضرورات الحياة في المجتمع .... انتهى قول الكاتب .
وهذا التعريف يقود ذاكرتنا إلى الكمِّ الهائل الذي تضخُّه وسائل التواصل الاجتماعي يومياً ، وكذلك السيناريوهات التي تُكتب للدعاية والإعلان عن السلع أصبح أغلبها في الحضيض من التفاهة ، فهل ندرك مدى خطورة هذا السيل العرم من التفاهة على جيلنا وعلى الأجيال القادمة من أبناءنا ؟ .
ونحن أبناء هذا الجيل قد يكون وقع هذا ليس بالتأثير الفعّال علينا ولكن الأجيال القادمة سوف تنشأ على هذا الذوق المتدني والذي يهبط إلى مستويات رديئة وقد تمّس المبادئ والقيّم الأخلاقية التي يتحلى بها مجتمعنا ، وتأثير هذه الظاهرة الشبه ممنهجة لها أهداف واضحة هي صرف انتباه جيل الأبناء من التفكير في الإبداع والجديّة في حياتهم إلى سطحيين وتافهين لا يرجوا أحد منهم نفعاً ونلمس ذلك في ظاهرة عقوق الوالدين مثلاً والضرب بعرض الحائط في توجيههما لما يرونه من مسلسلات هابطة وتافهة وأشباه إنسان يتصدرون ( الترند) على وسائل التواصل الاجتماعي ليس لهم عمل سوى تقديم التفاهة ، وهنا أيضاً خطر آخر يهدد الذوق العام فسوف ينشأ جيل لم يشاهد إلا التفاهة فيقلدّها ، ثم يكون مسؤولاً عن جيل آخر يورثه هذه التفاهة لتصبح واقعاً يومياً لحياتهم وإفراغ فعلي لشخصياتهم لإصابتهم بهذا المرض الذوقي والذي له دور هدّام في تركيبة الشخصية العامة للأجيال .
على الأبوين مسؤولية مصيرية تاريخية في توعية أبنائهم وإيجاد السبل والطرق الذكية أولاً لصرف الأبناء عن مواضيع التفاهة وثانياً ابتكار أفكار تشغلهم وهوايات نافعة يشغلون بها أوقاتهم قبل أن تصبح حياتهم تفاهة في تفاهة ، وكذلك أهيب بالشخصيات التي تتصدر السناب شات والانستغرام ممن لهم متابعين بأعداد كبيرة أن يقوموا ببذل الجهد وتكثيف مواضيع التوعية للأبناء ، والخطر يداهم أبناءنا حيث بدأت ظاهرة تعاطي المخدرات بين الشباب والبنات على حدٍّ سواء ، وعليهم ( شخصيات المجتمع بالسوشل ميديا ) مسؤولية توعية الجيل القادم ولأن التفاهة هيَّ أحد الطرق المؤدية للإدمان ، ولا يفوتني أن أشكر الدولة بجهودها الجبارة في القضاء على هذه الظاهرة قبل أن تستفحل ، وإن يقظة أجهزة الأمن وجهودها المشكورة قد قطعت الأيادي التي تمدُّ أبناءنا بتلك السموم بارك الله في حكومتنا ومليكنا ووليُّ عهدنا المظفر ......
بقلم 🖋️ البتول جمال التركي