هل فعلاً هناك بشر تجردت من مشاعرها من أجل تحقيق وتقديم مصلحتها الخاصة على المصلحة العامة؟
إذاً من الضروري أن نقنن مبدأ مصالح المجتمع عن مصالحنا بحيث لا يبخس الآخرين أشياءهم ونهضم المصلحة العامة، نعم أن لكل شخص في هذه الحياة الحق في ترجمة أهدافه وتحويلها إلى واقع ولكن ليس على حساب وأكتاف غيرهم لأن هذه الطريقة تقطع أواصر علاقاتنا وعدم المصداقية في منفعة الآخرين.. فأقول قد تكون علاقات المصالح تلك هي من أفقدتنا الثقة بمن نحب لدرجة أننا بدأنا نقتنع بأشياء دخيلة علينا، أشياء تجبرنا على أن نسيء الظن بالآخر، محاولين إقناع أنفسنا بفكرة واحدة وهي أن حياتنا قائمة على المصالح الشخصية التي تلغي حتما معها الرغبة الحقيقية في العطاء.
ما يؤلمني حقا هو أن هذا النوع من العلاقات أصبحت مستهجنا ومستغربا لماذا تحولت علاقاتنا ولم تعد إنسانية وتحكمها المحبة الصادقة والعطاء والمنفعة العامة،فلا نجعل المصلحة الخاصة هي الأولوية ونؤذي من حولنا بإغتصاب الحق ولاكأنه الأمر لايعنينا بالدرجة الأولى، مستثنين أي حسابات أخرى، فياأخي القارئي إجعل لك قاعدة في حياتك بأن (المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة)ليستريح قلبك ولاتهضم حقوق الآخرين، فلا نجعل تقديم المصالح الخاصة على المصالح العامة وبالعربي الفصيح أُسميها بالفساد الإداري، وأي فساد، وضرر أعظم من التعدي على المال العام، والحقوق العامة، والتساهل في ذلك دون خوف من الله تعالى، أومن خلقه، لذلك وعد سيدي ولي العهد بضرب يدٍ من حديد لكل من يتلاعب ولذلك وجدت نزاهة.
إذاً عزيزي القارئي إن التعدي على المصالح العامة، تعدٍّ على حقوق المجتمع بأكمله، وضرر يلحق بالجميع، بل هو في الحقيقة جريمة في حق المجتمع لما له من آثار سلبية خطيرة فهل وعينا مخاطرها ومايترتب على مرتكبها، وقبل الأخير أقول:غرس العناية بالمصالح العامة، وتقديمها على المصالح الخاصة في الناشئة منذ المراحل الأولى في حياتهم، ابتداء من الأسرة، فالمدرسة، فالجامعة، وأن يكون الوالدان، والمعلمون قدوة حسنة للنشء
وأخيراً، أعجبتني تلك اللفتة الجميلة من قلب محب لمفهوم جميل قلما ننتبه لها في هذه الأيام من الإعلامية والكاتبة ليلى الشيخي في مقالها الاخير،عن مفهوم "إدارة الوقت تجدد الحياة" وأرآه متزامناً معي مقالتي بأنك تحرص على تفريغ نفسك للخير. وإنجاز بإستغلال الوقت في تقديم المصلحة العامة على الخاصة لكي لاتندم ساعة مندم.
*همسة*
يا ابن ادم لا يغرك طول الامل وكثرالتمني
تراك مقفي والنهايه قريبه
والــعــمــر مــــحــســـوب بــــالـــثــوانــي
لازود ولا نقص ولا فيه ريبه
ومــســئــول عــن الــقـاصــي والــدانــي
واصبر على ما جاك من مصيبه
ولا تـظــلــم تــرى الــحـــــق يــبــــانــــي
ودعوة المظلوم على الظالم مصيبه
تــجـرح شـعــوره بـكـلام مـا لـه مـعـانــي
تضيمه وجروحه تزايد لهيبه
امـسـك طـريـقـك ولا تـصـيـر عــدوانـــي